كم عدد الايام التي خلقت فيها الارض والسماء، الله عز وجل هو الخالق والمدبر لأمور الكون كلها فهو، خالق كل شيء، والقادر على كل شيء إنما أمره ما بين الكاف والنون فيقول للشيء كن فيكون، سؤال تبادر للكثير من الأشخاص عن عدد الأيام التي تم فيها خلق السماء والأرض، الكون هو عبارة عن معجرة من معجزات الله التي تستوجب علينا التأمل فيها والتفكر في مدى عظمة وقدرة الله عز وجل، فهو الذي الخلق وأحسن التدبير والإنشاء والإنسجام بين المخلوقات والمكونات لهذا الكون الفسيح، خلق الله الكون وجعل فيه الكواكب والنجوم والشمس والأقمار والأجرام والكثير من الخوارق والمعجزات والمجرات والتي كلها لم توجد عبثاً بل بيد عليم خبير، قال تعالى:” الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ”.
محتويات
نشأة الأرض وتكوينها
الأرض ناتجة من تجمع مادة السديم الكوني التي نتجت عن الإنفجار العظيم، في البداية كانت مختلطة وموزعة بشكل عشوائي، وبعد برود كوكب الأرض حدثت العديد من العمليات التي أحدثت العديد من الأمور مما جعل الأرض مكونة من ثلاثة طبقات، القشرة الأرضية والستار واللب، ولكل منها خصائص فيزيائية وكيميائية مختلفة عن بعضها، يُقدر عمر الأرض بحوالي 4.6 مليار سنة، وقد خلق الله عز وجل السموات والأرض في ستة أيام كما أخبر في كتابه الحكيم قال تعالى:” إن ربكم الله الذي خلق السماوات و الأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش”، والله عز وجل قادر على خلقها في لحظة، ولكن الله في خلقه شؤون وكان خلقه للسموات والأرض لاظهار قدرته عز وجل للملائكة شيئاً بعد شيء، وليعلم العباد الرفق والتثبت في الأمور، في البداية الأرض لم تكن صالحة للحياة ولم يكون لها غلاف جوي حتى بدأت كائنات حية بالظهور مثل الطحالب وقد كانت نباتية التغذية وتقوم بعملية البناء الضوئي، ومع استمرار هذه النباتات في عملية البناء الضوئي زادت نسبة الأوكسجين في الأرض، وظهرت كائنات أخرى وتشكل الغلاف الجوي وبدأت الكائنات الحية بالظهور عليها.
كم عدد الايام التي خلقت فيها الارض والسماء
جاء التساؤل عن عدد الأيام التي تم فيها خلق الأرض والسماء من خلال آيات القرآن الكريم التي دخل فيها القاريء باشكال كبير، حيث ذكر الله عز وجل أن السماء والأرض قد خُلقن في ستة أيام وفي آية أخرى ذكر أنه في يومين، قال تعالى:” إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ”(54) الأعراف، وقال تعالى:” قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ(9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ(10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ”(12) فصلت، المتعارف عليه بأن السموات والأرض قد خُلقا في ستة أيام، والإجابة عن الإشكال القائم كما يلي.
ليس هناك أي تناقض ما بين الآيتين كما ليس هنا تفاوت ما بين المدة الزمنية التي جاءت فيها هذه الآيات وبين الآيات الأخرى التي تحدد فيها المدة أنها ستة أيام، في الآيات المذكورة في سورة فصلت أخبر الله عز وجل أن الله قد خلق الأرض في يومين، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها وبهذا قد أتم أربعة أيام، فيضاف يومين إلى يومي خلق الأرض، والمرا أن خلق الرواسي وتقدير الأقوات ليس في أربعة أيام، والتوهم عند البعض أن خلق الرواسي وتقدير الأقوات في أربعة ايام مضافة إلى يومي خلق الأرض وبهذا يكون المجموع 6 أيام، وقدر ذكر الله غز وجل في آية أخرى ( فقضاهن سبع سموات في يومين)، ولو أضفناها إلى الستة أيام يكون ثمانية أيام وليس ستة، والحقيقي هو إزالة الشبهة في أن الأرض قد خلقها الله في يومين وخلق فيها رواسي وقدر فيها الأقوات في يومين وخلق السموات في يومين وبهذا يكون المجموع ستة أيام من أيام الله عز وجل، وقد نبه المفسرون إلى هذه المسألة لازالة الوهم فقال القرطبي – رحمه الله -:” في أربعة أيام مثاله قول القائل : خرجت من البصرة إلى بغداد في عشرة أيام وإلى الكوفة في خمسة عشر يومًا ، أي في تتمة خمسة عشر يومًا ”
خلق السموات والأرض في ستة أيام
خلق الله عز وجل الأرض والسموات في ستة أيام وما بينهما من المخلوقات والأقوات والحيوات، فخلق الأرض في يومين ثم استوى إلى السماء وخلق السموات في يومين، ودحا الأرض في أربعة أيام فقال تعالى:” وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا”، وقال تعالى:” فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ”، فخلق السموات في يومين والأرض في يومين ودحو الأرض عامة في أربعة أيام، خلق الأرض في يومين ودحاها بعد الخلق فقال تعالى:” وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا”، وعلى هذا تكون ستة أيام وقال بعدها :” فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا”
تفسير أيام خلق السموات والأرض عند المفسرين
اتفق العلماء والمفسرون بأن الزمان الذي ينتج من حركة الأفلاك السماوية لم يكون موجوداً من قبل خلق الله عز وجل للسماوات والأرض، وعلى هذا فإن خلق الله عز وجل السموات والأرض في ستة أيام لا يُراد بها أيامنا الناتجة عن حركة الأرض حول الشمس، ولكن المقدار في الزمان بما يُناسب الله عز وجل في الخلق في ذلك الحين، وقد كان رد العلماء والمفسرين في هذا الشأن كما يلي:
- قال البغوي رحمه الله : “أراد به: في مقدار ستة أيام، لأن اليوم من لدن طلوع الشمس إلى غروبها، ولم يكن يومئذ يوم، ولا شمس، ولا سماء” انتهى من “تفسير البغوي”.
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “والرسل أخبرت بخلق الأفلاك، وخلق الزمان، الذي هو مقدار حركتها، مع إخبارها بأنها خلقت من مادة قبل ذلك، وفي زمان قبل هذا الزمان؛ فإنه سبحانه أخبر أنه خلق السموات والأرض في ستة أيام. وسواء قيل: إن تلك الأيام بمقدار هذه الأيام المقدرة بطلوع الشمس وغروبها؛ أو قيل: إنها أكبر منها كما قال بعضهم: إن كل يوم قدره ألف سنة – فلا ريب أن تلك الأيام التي خلقت فيها السموات والأرض ، غير هذه الأيام، وغير الزمان الذي هو مقدار حركة هذه الأفلاك. وتلك الأيام مقدرة بحركة أجسام موجودة قبل خلق السموات والأرض”.
- قال الألوسي رحمه الله: “ولا يمكن أن يراد باليوم اليوم المعروف؛ لأنه كما قيل: عبارة عن كون الشمس فوق الأرض، وهو مما لا يتصور تحققه حين لا أرض ولا سماء” انتهى من “روح المعاني”.
- وكلهم قد أشاروا إلى أنه لا يجوز تفسير الزمان بالزمان المعروف في الدنيا وهو الناتج عن حركة الأرض حول الشمس.