من هو مؤلف كتاب البيان والتبيين، في عظم قوة وبلوغ الأمة الإسلامية سطعت الحركة العلمية بصورة كبيرة جداً الأمر الذي أدى إلى ظهور الكثير من الأدباء والكتاب والعلماء في الطب والهندسة والفلك والرياضيات وعلماء اللسانيات والكلام والكثير من العلماء ظهروا في تلك الأيام ألفوا من أعظم الكتب العلمية والأدبية التي لا زال ينهل منها طلاب العلم حتى هذه الأيام، كتاب البيان والتبيين إحدى أمهات الكتب العربي وقد لمح إليه ابن خلدون في مقدمته عن تاريخ علم الأدب، فقد تعرض صاحبه للفصاحة والطلاقة والحصر والعيِّ وفصل البيان وذكر الخطباء وأهم الخطب والرسائل الأدبية، وتطرق إلى الظاهرة الشعوبية السائدة وقتها، كان الكتاب من أجمل وأروع سبل الدفاع عن البيان العربي في مختلف المظاهر فقد تحدث عن فصاحة الألفاظ والأفكار والأساليب واللفظ والمعنى، والنوادر والأخبار والطرائف والشعر والشواهد القرآنية والحديث والخطب والأمثال فكان الكتاب موسوعة أدبية ثقافية متكاملة.
محتويات
نبذة عن كتاب البيان والتبيين
من أعظم مؤلفات الجاحظ وهو ما أتى بعد كتاب الحيوان من مؤلفات الجاحظ من حيث حجمه فهو مميز عن سائر الكتب، البيان والتبيين جاء ليُعالج الموضوعات الأدبية، وكان من أهم ما يُميز كتابات الجاحظ أنه ينحو فيها منحى فلسفياً، فقد كان في كتاب الحيوان يقتصر على أخبار الحيوانات وخصالها وطباعها، وكان يتطرق إلى موضوعات فلسفية مثل التولد والكمون والجواهر والأعراض والمجوسية والدهرية، وفي كتابه البيان والتبيين لم يكتفي بعرض المنتخبات الأدبية من رسائل وخطب وأشعار وأحاديث بل حاول وضع الأسس التي يقوم عليها علم البيان وفلسفة اللغة، الجاحظ كان في كتاب البيان يدل على المعنى وبالتبيين يقصد الإيضاح، وعرف الكتاب هذا في بداية الجزء الثالث حيث يقول:” هذا أبقاك الله الجزء الثالث من القول في البيان والتبيين، وما شابه ذلك من غرر الأحاديث، وشاكله من عيون الخطب، ومن الفقر المستحسنة، والنتف المستخرجة، والمقطعات المتخيرة، وبعض ما يجوز في ذلك من أشعار المذاكرة والجوابات المنتخبة”.
موضوعات كتاب البيان والتبيين
ضم كتاب البيان والتبيين للجاحظ مجموعة من الموضوعات الرئيسية والتي كان أبرزها ما يلي:
- البيان والبلاغة
- الخطابة
- الشّعر
- الأسجاع
- نماذج من الوصايا والرّسائل
- كلام النّساك والقصاص وأخبارهم
نبذة عن الجاحظ
الجاحظ صاحب أعظم المؤلفات في التاريخ العربي والتي كان أبرزها البيان والتبيين وكتاب الحيوان، وهو العلامة أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب البصري المعتزلي، ويُعتبر كتابه البيان والتبيين ثاني أهم الكتب من بعد كتاب الحيوان، فيه الكثير من المختارات الأدبية التي من ضمنها القصائد والخطب والتعليقات والرسائل والنوادر والمُلح، وتطرق الكتاب للبلاغة والخطابة، وأرسى الأسس العلمية الأولى لفلسفة اللغة والبلاغة العربية، لقب الجاحظ بهذا الاسم لجحوظ عينيه أي بمعنى بروزهما وقد كان دميم الهيئة وجهم الوجه وبشع المنظر قصير القامة ونشأ في أسرة فقيرة، تخدم سيد من سادات كنانة من أهل البصرة، كان جده محبوباً وقد كان أسود اللون جميلاً، الجاحظ كان يبيع الخبز والسمك بسيحان نهر في البصرة، ولكن ربى بنفسه عن هذا وأقبل على العلم والأدب واللغة.
ولد الجاحظ في العام 776مـ في مدينة البصرة في العراق وتُوفي في العام 868-869 م، عالم من علماء المسلمين وهو أديب ومفكر اشتهر بالنثر العربي ولد في عائلة بسيطة فقيرة، تميز الجاحظ بالفطنة واكتسب الاحترام والقبول من العلماء، فهو رمز من رموز الأدب وعاش في بداية العصر العباسي وقد كان غزير الإنتاج وله الكثير من المواضيع ومنها السياسة وعلم الحيوان والأخلاق، تكوين الجاحظ الثقافي كان بتلقي العلم والثقافي والأدب منذ صغر سنه حيث التقى بالكثير من الأدباء والعلماء وجالسهم وخاطبهم وأخذ عنهم، وتزامن اهتمام ورقي الخلافة العباسية بشؤون الأدب والثقافة والعلم والفكر باهتمام الجاحظ بالثقافة وحبه للمعرفة والأدب، توسع الجاحظ في ثقافته وعلمه واكتسب مكانة مرموقة ومقبولة في عصره، وقد كان مشواره الأدبي والفكري حافلاً بالكثير من النشاط الفكري والثقافي حتى توفاه الله في عام 255هـ، عن عمر يُناهز 95 عاماً.
مؤلفات الجاحظ
ألف الجاحظ العديد من المؤلفات المشهورة التي تعتبر من أمهات الأدب واللغة، فقد كان رئيسالفرقة الجاحظية من المعتزلة، وكان موته بسبب سقوط مجلدت من الكتب عليه، ومن أهم المؤلفات التي قام بتأليفها ما يلي:
- البيان والتبيين.
- التاج.
- الحيوان
- المحاسن والأضداد.
- سحر البيان.
- البخلاء.
- ذم القواد.
- العرافة والفراسة.
- تنبيه الملوك.
- التبصر بالتجارة.
- فضائل الأتراك.
أقوال العلماء عن كتاب البيان والتبيين
هناك الكثير من أبرز العلماء والأدباء المشهورين الذين أشادوا بدور الجاحظ في نهضة العلم والثقافة والأدب في العصر العباسي وما بعده ومن هذه الأقوال ما يلي:
- قال فيه أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري في الصناعتين، عند الكلام على كتب البلاغة: “وكان أكبرها واشهرها كتاب البيان والتبيين، لابي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ. وهولعمري كثير الفوائد، جم المنافع، لما اشتمل عليه من الفصول الشريفة، والفقر اللطيفة، والخطب الرائعة، والأخبار البارعة، وما حواه من أسماء الخطباء والبلغاء، وما نبه عليه من مقاديرهم في البلاغة والخطابة وغير ذلك من فنونه المختارة، ونعوته المستحسنة. إلا أن الإبانة عن حدود البلاغة واقسام البيان والفصاحة، مبثوثة في تضاعيفه، ومؤثرة في أثنائه، فهي ضالة بين الامثلة، لا توجد الا بالتأمل الطويل، والتصفح الكثير”.
- يقول ابن رشيق القيرواني (390هـ – 463هـ) في العمدة:” و قد استفرغ أبو عثمان الجاحظ—وهو علامة وقته – الجهد، وصنع كتابا لا يبلغ جودة وفضلا، ثم ما ادعى احاطته بهذا الفن، لكثرته، وان كلام الناس لا يحيط به الا الله عز وجل)).
- ابن خلدون المغربي (732هـ – 808هـ) سجل لنا رأي قدماء العلماء في هذا الكتاب، إذ يقول عند الكلام على علم الأدب:” وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين: وهي أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب الأمالي لأبي علي القالي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها”.
- قال الجاحظ عن كتابه”وجه التدبير في الكتاب إذا طال أن يداوي مؤلفه نشاط القارئ له، ويسوقه إلى حظه بالاحتيال له، فمن ذلك أن يخرجه من شيء إلى شيء، ومن باب إلى باب، بعد أن لا يخرجه من ذلك الفن، ومن جمهور ذلك العلم”.
أشهر المُلح في كتاب البيان والتبيين
ضم كتاب البيان والتبيين الكثير من العلم والثقافة والفكر والفلسفة والتي أشاد لها الكثير من العلماء المسلمين، وكان منها الكثير من المُلح والقواعد الأخلاقية والثقافية واللغوية من فصاحة للألفاظ والكلام، ومنها نوادر وأقوال وكان من أشهرها ما يلي:
- إذا كان الحب يعمي عن المساوي فالبغض يعمي عن المحاسن.
- كان السلف يخافون من فتنة القول أكثر مما يخافون من فتنة السكوت.
- وأجرأ من رأيت بظهر عيب…….على عيب الرجال ذوو العيوب
- سُـئل عمر بن عبد العزيز عن قتلة عثمان، فقال: تلك دماء كف الله يدي عنها، فأنا لا أحب أن أغمس لساني فيها.
- قال ابن واسع: الإبقاء على العمل أشد من العمل.
- القلم أحد اللسانين، والقلم أبقى أثراً، واللسان أكثر هذراً.
- الخروج مما بُني عليه أول الكلام إِسهاب.
- كانوا يمدحون جهور الصوت، ومدحوا سعة الفم.
- عبد الله بن مسعود: ” وخيرُ الأمور أوساطها، وما قلّ وكفى خيرٌ ممّـا كثر وألهى، نفسٌ تنجيـها، خيرٌ من إمـارة لا تحْصـيها “.
- دع الاعتذار، فإنه يخالطه الكذب.
- يهلك الناس في فضول الكلام وفضول المال.
- قال الحسنْ: ” لسان العاقِل مِنْ وراء قلبِه، فإذا أراد الكلامَ تفكّر، فإنْ كان له قال، وإن كان عليه سكتْ. وقَلْبُ الجاهـل من وراء لسانِه، فإنْ همَّ بالكلام تكلّم به، لـه أو عليـه “
- حدِّث الناس ما حدجوك بأبصارهم وأذنوا لك بأسماعهم، فإن رأيت منهم فترة فأمسك.
- مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها.
- يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق.
- إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون.
- كان عمر بن الخطاب لا يعرض له أمراً إلا أنشد فيه شعراً.
- قيل لعبد الملك بن مروان: عجل عليك الشيب فقال: وكيف لا يعجل علي، وأنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة مرة أو مرتين.
- السكوت عن قول الحق هو في معنى النطق بالباطل.
- قال عمر: استغزروا الدموع بالتذكر.
- عليك بأوساط الأمور فإنها…..نجاة ولا تركب ذلولاً ولا صعبا
- خطب أحدهم.. ثم قال أحد السامعين هذا خطيب العرب، لو كان في خطبته شيء من القرآن.
- نشاط القائل على قدر فهم السامع.
- سوء الاستماع نفاق.
- طبقات الشعراء: شاعر، شويعر، شعرور.
- التثبت نصف العفو.
- إنما الناس أحاديث فإن استطعت أن تكون أحسنهم حديثاً فافعل.
- من لم يصبر على كلمة سمع كلمات.
- اصحب من يتناسى معروفه لديك، ويتذكر إحسانك إليه، وحقوقك عليه.
- لكل داخل دهشة فآنسوه بالتحية.
- ما قرأتُ كتاب رجل قط إلا عرفت فيه عقله.
- قال حذيفة: كن في الفتنة كابن لبون: لا ظهر فيركب ولا لبن فيُحلب.
- ثلاثة أشياء تدل على عقل صاحبها: الكتاب، الرسول، الهدية.
- قيل لبعض العلماء: أي الأمور أمتع ؟ قال: مجالسة الحكماء، ومذاكرة العلماء.
- لا تسم غلامك إلا باسم يخف على لسانك.
- قيل لأعرابي: ألقي عليك بيتاً قال: على نفسك فألقه.
- كن إلى الاستماع أسرع منك إلى القول.
- قال عمر: تعلموا اللحن كما تعلمون السنن والفرائض.
- العلم مثل السراج من مر به اقتبس منه.
- أبو هريرة النحويّ: ” كفَى بترْك العلم إضاعة “.
- إنّمـا الناسُ أحاديـث، فإنْ استطعتَ أن تكون أحسَنهم حديثاً، فافْعلْ.
- قيل لعمر: فلان لا يعرف الشر، قال: ذلك أجدر أن يقع فيه.
- وإن سيادة الأقوام فاعلم لها صعداء مطلعها طويل
- قال أيوب: في أصحابي من أرجو دعوته ولا أقبل شهادته.
- رأيت صلاح المرء يصلح أهله……….ويعديهم داء الفساد إذا فسد
- يُعظم في الدنيا بفضل صلاحه…….ويحفظ بعد الموت في الأهل والولد
- منْ لمْ ينشطْ لحديثك فارفع عنْه مؤونـة الاستماع منْك.
- قال عمر: من خير صناعات العرب الأبيات يقدمها الرجل بين يدي حاجته، يستنزل بها الكريم، ويستعطف بها اللـءيم.
- قال أحد العلماء: اقصد من أصناف العلم إلى ما هو أشهى إلى نفسك وأخف على قلبك فإن نفاذك فيه على حسب شهوتك له، وسهولته عليك.