والسيف في الغمد لا تخشى مضاربه شرح، يعتبر الشعر الجميل من أرق الكلمات التي يعبر الانسان بها عما يجول في خاطره، كما أن الشعر قالوا أنه سر كاتبه، وهذا ما حدث مع شاعرنا في هذا المقال إنه الشاعر إدريس جماع، لقد قال الشاعر بعض الابيات التي أصبحت من أجمل ما قيل في الغزل حتى قيل أنها أجمل أبيات في الغزل، في هذا المقال سوف نقوم بشرح هذه الابيات وما قصتها، والسيف في الغمد لا تخشى مضاربه شرح.
محتويات
الشاعر ادريس محمد جماع
إدريس محمد جَمَّاع شاعر سوداني مرموق له العديد من القصائد المشهورة والتي تغنّى ببعضها بعض المطربين السودانييّن وأُدرج بعضها الآخر في مناهج التربية والتعليم المتعلقة بتدريس آداب اللغة العربية في السودان، ولد في حلفاية الملوك بالخرطوم بحري في السودان عام 1922م، بدأ حياته المهنية معلماً بالمدارس الأولية بالسودان من عام 1942 وحتى عام 1947، وبعد عودته من مصر عام 1952 عّين معلماً بمعهد التربية في مدينة شندي بشمال السودان ثم مدرسة تنقسي الجزيرة الأولية، ومدرسة الخرطوم الأولية ومدرسة حلفاية الملوك الأولية، ثم نقل للعمل بمدرسة السنتين في بخت الرضا بمنطقة النيل الأبيض، وفي عام 1956 عمل مدرساً بمدارس المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية في مختلف مناطق السودان.
أعماله الأدبية
يغلب على موضوع شعره التأمل والحب والجمال والحكمة كما كتب أشعارا وطنية مناهضة للإستعمار. ويتسم أُسلوب شعره برقة الألفاظ والوصف فائق الخيال وكثيرا ما يعبر في شِعره عن وِجدانه وتجاربه العاطفية ووجدان أمته، واصفاً تلك المشاعر الإنسانية فرحاً، وألما، وحزناً، كما يزخر شعره بوصف ثورة الثائر الوطني الغيور على حرية وطنه وكرامة أمته، وربط في أعماله الشعرية بين السودان والأمة العربية والإسلامية، فتناول قضايا الجزائر ومصر وفلسطين، ونظم شعراً في قضايا التحرر في العالم أجمع.
قصة بيت الشعر السيف في الغمد لا تخشي مضاربه
كان الشّاعر” إدريس جماع” يُعاني من أمراض نفسيّة، وعندما أرسلوهُ إلي لندن للعلاج، ودخل المُستشفى؛ وقد أعجب بعيون ممرضته وقد أطال النظر في عيونها، وكان ينظرُ إلى عينيها دائماً عندما تأتي لِتمريضهِ. فأخبرت المُمرّضة مدير المستشفى بذلك، فأمرها أن تلبس نظارة سوداء ففعلت، وعندما جاءته مرة أخري وراها تلبس النظارة أنشد وقال:
والسيف في الغمد لا تخشي مضاربه***وسيف عينيك في الحالتين بتار.
وحينما ترجم البيت للمُمرّضة بكت لِجَمال هذا البيت، وقد صُنّف هذا البيت على أنّهُ أبلغ بيت غزل في العصر الحديث.
شرح بيت السيف في الغمد لا تخشي مضاربه
في البيت الذي قاله الشاعر إدريس جماع والسيف في الغمد لا تخشي مضاربه …..وسيف عينيك في الحالتين بتار،
فإن شرح بيت الشعر هو ، أن الشاعر يقول أن السيف مهما كان قويا وحادا فإنه لا يخشي من ضرباته وقوته، ولكن جمال عيونك سيدتي إذا كانت مخبئتين أو ظاهرتين فإنهما في الحالتين تقتلان كل من ينظر إليهما.
حظه العاثر
يصنف الشاعر إدريس جماع نفسه أنه صاحب حظ عاثر ولها فقد وصف نفسه بأبيات عجيبة فقال:
إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه ….ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صَعُبَ الأمرُ عليهم قلتُ يا قوم اتركوه….. إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه.
من كتاباته
كان الشاعر إدريس جماع في المطار مسافرا، وفي المطار رأي امرأة جميلة جدا وأخذ ينظر إليها، فغار عليها زوجها وزجره، فأنشد يقول:
أعلى الجمال تغار منّا***ماذا عليك إذا نظرنا.
هي نظرة تنسي الوقار***وتسعد الروح المعنّى.
دنياي أنت وفرحتي***ومنى الفؤاد إذا تمنّى.
أنت السماء بدت لنا***واستعصمت بالبعد عنّا.
هلا رحمت متيماً***عصفت به الأشواق وهنّا.
وهفت به الذكري فطاف***مع الدُجى مغناً فمغنا.
هزته منك محاسن***غنّى بها لما تغنّى.
آنست فيك قداسة***ولمست اشراقاً وفنّا.
ونظرت في عينيك***آفاقاً وأسراراً ومعنى.
وسمعت سحرياً يذوب***صداه في الأسماع لحنا.
نلت السعادة في الهوى***ورشفتها دنّاً فدنّا.
وفاته
توفي عام 1980 بعد معاناة مع مرض نفسي أقعده طويلاً بمستشفى الأمراض العصبيّة بالخرطوم بحري وقد أُرسل للعِلاج إلى لبنان في عهد حكومة الرئيس إبراهيم عبود وعاد إلى السودان دون أن تتحسّن حالته الصحيّة.
ترك الشاعر إدريس محمد جمّاع إرثًا وعمرًا خالدًا وترك كل شيء بالحياة لآخر نفس.
في ربيع الحُبّ كنّا***نتساقى ونغنّي
نتناجى ونناجي الطير***من غصن لغصن
ثم ضاع الأمس منّي***وانطوى بالقلب حسرة
************************************
إنّنا طيفان في حلم سماوي سرينا*** واعتصرنا نشوة العمر ولكن ما ارتوينا.
إنّه الحبّ فلا تسأل ولا تعتب علينا*** كانت الجنّة مأوانا فضاعت من يدينا.
ثم ضاع الأمس منّي*** وانطوى بالقلب حسرة.
في نهاية مقالنا وضحنا شرح بيت الشعر والسيف في الغمد لا تخشي مضاربه، كما أننا وقفنا على بعض محطات في حياة الشاعر إدريس جماع قائل هذا البيت وإنه ليسعدنا في موسوعة المحيط أن نستقبل آرائكم وأسئلتكم ودمتم بخير.