قصة الصحابي حاطب بن أبي بلتعة، الني محمد (صل الله عليه وسلم) جاء للأمة العربية ليخرجها من ظلمات الجهل إلى نور الهداية، جاء موضحا ومبينا كل شؤون الدين الإسلامي، وتبعه وصدقه العديد من الأصحاب والصحابة (رضوان الله عليهم جميعا)،فصدقوا وآزروه وآمنوا بما جاء به من أمور وتوضيحات ومعجزات، واتبعوا نور الهداية على يد النبي محمد (صل الله عليه وسلم)،وشاركوا معه في الغزوات والحروب، ومنهم من نقل عن النبي عليه الصلاة والسلام أحاديث نبوية صحيحة مبينة من خلالها سيرة ونهج النبي محمد، وهناك تساؤل مطروح عن أحد الصحابة وهو حاطب بن أبي بلتعة، فمن هو وما قصته في فتح مكة،وما هو الخطأ الذي فعله بحق الرسول محمد وبحق المسلمين، تابعوا المقالة.
محتويات
من هو حاطب بن أبي بلتعة
حاطب بن أبي بلتعة، هو الصحابي عمرو بن عمير بن سلمة (رضي الله عنه وأرضاه)، وهو صحابي من كبار المهاجرين ولد في السنة الخامسة والثلاتون قبل الهجرة (35هـ)،وهو من أحد الصحابة الذين شهدوا جميع غزوات النبي صل الله عليه وسلم، فقد شهد غزوة بدر، وغزوة أحد،و العديد العديد من غزوات المسلمين، وكان يتميز بأنه رجلا حسن المظهر، خفيف اللحية، يتميز بقصر قامته، ويتميز بالجسم الحسن الجيد، وغلطة الأصابع، وبه حدب في ظهره، وإن من أحد ما ميزه في الغزوات أنه من أفضل الرماة الذي يعتبر ماهرا بها بشكل جيد وكبير، قد دخل حاطب بن بلتعة في بني قريس وهو ليس منهم وكان معه حلفاءه من بني الأسد، وفي يوم من الأيام جاء أحد لرسول الله محمد (صل الله عليه وسلم) شاكيا له حاطب بن أبي بلتعة قائلا:ليدخلن النار، فرد عليه الرسول محمد (صل الله عليه وسلم) قائلا:” كذبت، لا يخلها أبدا فقد شهد بدرا والحديبية”، وكان النبي محمد (صل الله عليه وسلم) يرسل حاطب ببن بلتعة برسائل لأناس وقبائل لم تسلم ، ليدعوها إلى الإسلام، وقد أخذ الله أمانته وتوفى حاطب بن أبي بلتعة(رضي الله عنه) في عام الثلاتون للهجرة (30هـ) في المدينة المنورة، وكان يبلغ من العمر 65 عاما.
قصة ابن أبي بلتعة والخيانة
يقال أن هناك صحابي من صحابة النبي محمد (صل الله عليه وسلم) يدعى حاطب بن بلتعة، وفعل فعلة خاطئة في فتح مكة بحق النبي وحق كافة المسلمين، فماذا حدث في فتح مكة، وما الخيانة التي ارتكبها حاطب بن أبي بلتعة؟.
يروى أن الصحابي حاطب بن بلتعة،أرسل رسالة مبلغا فيها عن الجيش الذي أعده النبي عليه الصلاة والسلام من اجل فتح مكة، لكفار قريش، وهو ليس منهم، فلماذا فعل ذلك؟؟؟؟ وكيف عرف النبي بما فعله الصحابي حاطب بن بلتعة.
كان النبي محد عليه (أفضل الصلاة والسلام) جاس بين مجموعة من الصحابة، وأرسل الله له رسالة يخبره ويعلمه بها عما فعله الحاطب بن بلتعة مع قريش ، فاختار الله الصحابي علي رضي الله عنه ومع اثنان من الصحابة من أجل الذهاب إلى مكام معين وححده النبي في طريق مكة، ليجدوا هناك فتاة جالسة معها كتاب ، فما أن وصلوا إلى المكان ووجدوا الفتاة سألها عليا قائلا: أخرجي ما معك، فقالت أنها لا تملك شيئا، ولكن عليا (رضي الله عنه ) أخرج الكتاب الذي معها أخذه للنبي محمد (صل الله عليه وسلم)، وكان مضمون هذه الرسالة تتحذيرا وتهديدا لكفار قريش، فما أن وصلوا النبي عليه الصلاة والسلام، جاء بحاطب بن بلتعة وسأله قائلا: مت حملك على هذا ، ما الذي دفعك لفعل هذا حاطب؟
رد على الرسول (صل الله عليه وسلم) قائلا: والله يا رسول الله لم أفعل هذا مضرة لك وللمسلمين، وإني أعلم أن هذا الأمر لن يمسك بشي ولا ضرر، وأن الله حاميك وناصرك، ولكنني لا أملك لا مال ولا أهلا فأردت أن أتخذ حليفا ليحمي أهلي فلذلك تحالفت مع بني قريش.
ورغن أن هذا ليس بعذر يقبل، إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام عفا عنه، وقبل عذره، ولكن عمر بن الخطاب رفض عذره وطلب أن يتم ضرب عنق الحاطب بن أبي بلتعة ، رفض النبي (صل الله عليه وسلم) وقال له:” إنَّه شَهِدَ بَدْرًا وما يُدْرِيكَ؟ لَعَلَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ اطَّلَعَ علَى أهْلِ بَدْرٍ فَقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ” ، وان الله سبحانه وتعالي شهد لحاطب بن بلتعة بالإيمان والتقوى، ولكنه بعد ذلك بين في كتابه العزيز أنه لا يجوز أن يتخذ المسلم من الكفار وأعداء المسلمين ،حيث أنزل الله في كتابه الكريم قوله تعالى:“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ” ، وقوله تعالى بما يخص خيانة النبي صل الله عليه وسلم، وخيانة المسلمين يعتبر خيانة مرفوضة ومحرمة وبين هذا في قوله تعالى” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ”.
وهكذا نكون قد بينا قصة الصحابي الجليل حاطب بن أبي بلتعة، وقصته في فتح مكة مع المسلمين ومع الرسول (صل الله عليه وسلم)، وقصة الخيانة التي قام بها في حق الرسول والمسلمين،آملين ان نكون موضحين لكم القصة كما حدثث في تاريخ الرسول (صل الله عليه وسلم )، وصحابته (رضوان الله عليهم).