ندعو من اشتغل بالباطل إلى الله بالموعظة والحكمة، فما هو الباطل، هو مضاد لكلمة الحق، وهو عبارة عن كل فعل لا يكون صحيحاً ولا يعترف به ولا يجوز القيام به، حيث كل ما بُني على باطل فهو باطل، لذا على المسلم إذا رأى باطلاً أو منكراً يحاول جاهداً أن يغير هذا الباطل، وينصح فاعله بالبعد عنه، ومن الأسئلة المتكررة على الطلبة هو أن ندعو من اشتغل بالباطل إلى الله بالموعظة والحكمة صواب أم خطأ ؟
محتويات
ندعو من اشتغل بالباطل إلى الله بالموعظة والحكمة
أمر الله تعالى نبيه الكريم بأن يدعو الناس إلى الخير والحق بالحكمة والموعظة الحسنة، كما قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :”ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”، فهل ندعو من اشتغل بالباطل إلى الله بالموعظة والحكمة؟ بالتأكيد صواب.
أساليب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة
أمر الله تعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن يدعو قومه باللجوء إلى الحكمة والموعظة الحسنة، لما لها من تأثير قوي في نفوس الناس، وهناك العديد من الأساليب التي لجأ إليها النبي للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن هذه الأساليب ما يلي :
- القول الحسن :كان النبي من أكثر الناس قولاً حسناً، فلا يخرج من فيه إلا كل حسن، لما له من تأثير على نفوس الناس، والحصول على ما هو مخطط له، حيث قال تعالى في كتابه :”وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا”.
- اختيار الوقت المناسب :كان النبي يختار أفضل الأوقات للدعوة إلى الإسلام، وكان يستغل المواقف لذكر الموعظة، ومن هذه المواقف أن هناك امرأة فقدت ولدها وعندما وجدته بدأت بالبكاء وأخذته في حضنها، فبكى الصحابة من الموقف، فقال النبي الله أرحم بعباده من رحمة الأم بولدها، فازداد بكاء الصحابة.
- الالتزام بالسياسة الشرعية :حيث أنه يجب على الداعي مراعاة مصلحة الأمة الإسلامية، واتخاذ الحكمة والموعظة الحسنة منهجاً في ذلك.
- البعد عن الغِلظة :يجب على الداعية أن ينتقي كلماته البعيدة عن الغلظة، والعبارات غير المحبوبة لدى الناس، والابتعاد عن كل الشتائم والاستهزاء بالناس، حيث قال الله تعالى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في كتابه :”وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”.
- التنويع في أساليب الدعوة :كان النبي صلى الله عليه وسلم ينوع في أساليب دعوته، مثل أسلوب القدوة، أسلوب الترغيب والترهيب وغيرها من الأساليب التي لجأ لها نبينا في سبيل نشر الدعوة الإسلامية.
- الاتّباع النبوي في الدعوة :أي جعل منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الدعوة، منهجاً لنا في دعوة الناس وتوجيههم إلى الخير والحق.
- مخاطبة الناس على قدر عقولهم : يجب على الداعية أن ينتقي كلماته التي يمكن للمستمعين أن يفهموها دون لبس فيه أو شبهة.
- التلطّف في دعوة الناس إلى الله تعالى :وهذا التلطف يكون من خلال الأسلوب والتعامل مع الناس.
ندعو من اشتغل بالباطل إلى الله بالموعظة والحكمة، فعلى المسلم أن يغير كل ما يرى من باطل أمامه، فيقال أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، فلا نريد أن نكون مثل هؤلاء الذين يرون الباطل أمام أعينهم ولا يحركون ساكناً، فأمرنا أن في حديثه الشريف :” من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”.