من شروط العباده، العبادة هي الانقياد والخضوع التام لله تعالى وتوحيده في العبادة، وتكون مرتبطة بالتقرّب لله وما شُرع من محبته،فعبادة الله تشمل كلّ ما يتعلق بأمور الدين من أركان الايمان وأركان الاسلام، وللعبادات شروط يجب على المسلم التقيد بها أثناء اداء عبادته، وفي المقال الآتي سنعرض لكم من شروط العباده.
محتويات
من شروط العبادة في الاسلام
يؤدّي المسلمون واجب العبوديّة لله وحده سبحانه وتعالى، وهو بذلك يقتدي بالأنبياء والصالحين، وبالأخصّ اقتداءاً بنبينا محمد صلّى الله عليه وسلم حيث أمر الله الرسول عليه السلام بعبادته فقال: (وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ)، وهذه العبادة تحت شروط محدده وهي كما يلي :
- أولا : على العبادة أن تكون موافقة للشريعة الاسلامية في سببها، حيث أن إنسان يتعبد لله من خلال عبادة مبنية على سبب لم يثبته الشرع فهي تعتبر عبادة مردودة ، فهي لا تتبع أمر الله ورسوله ، ومن أهم الأمثلة عليها الاحتفال بمولد النبوي الشريف، وكذلك الذين يقومون بالاحتفال بليلة السابع والعشرين من رجب حيث يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم عرج في تلك الليلة وذلك غير موافق للشرع الاسلامي ومكروه وذلك لأسباب التالية:
1 – لأنه لم يتم اثباته من الناحية التاريخية حيث أن معراج النبي صلى الله عليه وسلم كان في ليلة السابع والعشرين، وجميع كتب الحديث الشريف التي بين أيدينا لا يوجد فيها حرف يدل على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد عرج به في ليلة السابع والعشرين من رجب ومن المعلوم أن هذا الامر من باب الخبر الذي لم يثبت إلا بالسند الصحيح.
2 – فهل يصح أن نجعله عبادة أو نجعله عيدا؟ لا أبداً، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قدم الى المدينة المنورة ورأى الأنصار لهم فيها يومان يلعبون فيهما فقال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله أبدلكم بخير منهما )، وثم ذكر لهم عيد الفطر وعيد الأضحى كعيدين للمسلمين كافة، وهذا يدل على كراهية النبي صلى الله عليه وسلم للأعياد التي لم يشرعها الإسلام من غير الأعياد الإسلامية وهي ثلاثة أعياد : عيدان وهما عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد أسبوعي للمسلمين وهو يوم الجمعة، فالبدع أمرها عظيم عند الله سبحانه وتعالى وأثرها على قلوب المسلمين سيء، لأن مقتضى البدع أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يشرعه للمسلمين، حيث أن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) فغير ما ورد في التشريعات الاسلامية هو بدعة ومدحوض ومكروه، وذلك نقول إن الاحتفالات التي تقام في ليلة سبع وعشرين بإعتبارها الليلة التي عرج فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم هي بدعة ومكروهة، لأنها بنيت على سبب لم يتم وروده في الشرع. - ثانيا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في جنسها : ومثال عليها أن يضحي الإنسان بحصان، فلو ضحى الإنسان بحصان، كان بذلك يخالف الشريعة الاسلامية في جنسها، وذلك لأن الأضحية الاسلامية لا تجوز إلا من بهيمة الأنعام كالإبل والبقر والغنم.
- ثالثا : أن تكون العبادة متوافقة مع الشريعة الاسلامية في قدرها، فلو أن واحداً من الناس قال إنه يصلي الظهر ستة ركع، فهل تكون هذه العبادة موافقة للشريعة ؟ كلا طبعاً، وذلك كونها لا تتوافق في القدر، مثل أن يقول الشخص سبحان الله والحمد لله والله أكبر خمسة وثلاثون مرة في دبر كل صلاة المكتوبة فهل هذا صحيح؟ الجواب هو : إن كان القصد منه التعبد لله سبحانه تعالى بهذا العدد هذا خطأ، حتى وإن قصدت الزيادة في العبادة على ما شرع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنك هنا تعتقد أن المشروع ثلاثة وثلاثون فالزيادة لا بأس به.
- رابعا : أن تكون العبادة متوافقة مع الشريعة الاسلامية في كيفيتها، حيث أن الإنسان اذا فعل العبادة بجنسها وقدْرها وسببها، ولكنه خالف الشرع في كيفيته، فهو بذلك لا يعتبر صحيح، ومن الأمثلة على ذلك : كرجل أحدث حدثا أصغر، ومن ثم توضأ ولكنه قام بغسل رجليه وثم قام بمسح رأسه، ثم قام بغسل يديه، ثم غسل وجهه، فهل يصح وضوءه بذلك؟ لا لأنه قام بمخالفة الشرع من حيث الكيفية.
- خامسا : أن تكون العبادة متوافقة مع الشريعة في زمانها كأن يصوم المسلم شهر رمضان في شهر شعبان، أو في شهر شوال، وكأن يصلي صلاة الظهر قبل الزوال، أو يؤخرها بعد أن يصير ظل كل شيء مثله، لأنه بذلك يكون قد صلاها قبل الزوال أي صلاها قبل الوقت المحدد لها، ولكن ان صلى بعد أن يصير ظل كل شيء مثله، فهو بذلك يكون قد صلاها بعد الوقت المحدد لها فلا تصح صلاته، أي أن الانسان إذا ترك الصلاة عمداً حتى خرج عن وقتها بدون عذر شرعي فإن صلاته لا تقبل منه، وهنا نأخذ بعين الاعتبار قاعدة شرعية مهمة في هذا الباب وهي أن كل عبادة مؤقتة إذا خرجت صلاة الإنسان عن وقتها بدون عذر شرعي فهي غير مقبولة منه بل وتكون مردودة ودليل على ذلك حديث عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).
- سادسا : أن تكون العبادة متوافقة مع الشريعة الاسلامية في مكانها، فلو أن الانسان وقف في يوم عرفة بيوم مزدلفة مثلاً، لن يصح وقوفه، وذلك لعدم موافقته العبادة للشرع في المكان، فعلى سبيل المثال لو أن المسلم اعتكف في منزله، فلا يصح ذلك أبداً لأن مكان الاعتكاف الوحيد هو المسجد، ولهذا فلا يجوز للمرأة أن تعتكف في بيتها، لأن البيت لا يعد مكان للاعتكاف، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم لما رأى بعض من زوجاته قد ضربن أخبية لهن في المسجد النبوي أمر بنقض الأخبية وإلغاء الاعتكاف ولكنه في ذات الوقت لم يرشدهن إلى أن يعتكفن في بيوتهن، فهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أنه لا يسمح للمرأة بالاعتكاف في بيتها وذلك لمخالفته الشرع في المكان.
تشكل العبادة الرابط القوي بين العبد وربه، حيث ان المسلمون يتقربون لله سبحانه وتعالى من خلال أداء العبادات التي فرضها الله عز وجل عليهم طمعاً في مرضاته ودخول جنته، لذلك يجب علينا كمسلمون حث بعضنا البعض على أداء العبادات وفق شروطها السليمة والصحيحة ولقد أوردنا لكم في النص السابق شروطاً عديدة من شروط العباده.