جاهد اسامه رضي الله عنه تحت لواء ابيه في يوم، فمن يكون أسامة، هو أسامة بن زيد بن حارثة ولد في سبعة قبل الميلاد، يُكنى بأبي محمد، وبعض الأقاويل تقول أنه يُكنى بأبي زيد، وأمه هي حاضنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مات النبي وعمر أسامة ما يقارب عشرين عاماً، توفي أسامة عن عمر يناهز ثمانية وخمسون عاماً سنة 54 للهجرة، روى الكثير من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورُوي عنه العديد من الصحابة ومنهم أبي هريرة، فجاهد اسامه رضي الله عنه تحت لواء ابيه في يوم ؟.
محتويات
جاهد اسامه تحت لواء ابيه في يوم
عاش أسامة بن زيد رضي الله عنه على الإسلام، فلم يعتنق دين غيره حيث تربى في أحضان الدين الإسلامي، وتعلم الكثير من النبي صلى الله عليه وسلم، يعد أسامة أصغر مجاهد في الإسلام، حيث شارك في الكثير من الغزوات والمعارك دون أن يرف له جفن، وجاهد أسامة تحت لواء أبيه زيد بن حارث في غزوة مؤتة “يوم مؤتة”، حيث كان يبلغ من العمر الثامنة عشر عاماً، فظل يقاتل تحت لواء أبيه حتى صرع على مرأه واستشهد، ثم قاتل تحت لواء جعفر بن أبي طالب، ثم تحت لواء عبد الله بن رواحة حتى استشهدوا، ورفع اللواء خالد بن الوليد حتى استنفذ جيش الروم، وعاد أسامة دون أبيه، والذي ظل جسده الطاهرة في الشام في مكان استشهاده.
الأحاديث التي رواها أسامة بن زيد
روى أسامة بن زيد الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، وذلك لكثرة ملازمته للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الأحاديث ما يلي :
- عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَأْخُذُنِي فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ، وَيُقْعِدُ الحَسَنَ عَلَى فَخِذِهِ الأُخْرَى، ثُمَّ يَضُمُّهُمَا، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا وَعَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ التَّيْمِيُّ: فَوَقَعَ فِي قَلْبِي مِنْهُ شَيْءٌ، قُلْتُ: حَدَّثْتُ بِهِ كَذَا وَكَذَا، فَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَبِي عُثْمَانَ، فَنَظَرْتُ فَوَجَدْتُهُ عِنْدِي مَكْتُوبًا فِيمَا سَمِعْتُ.
- عن أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه، قال :”كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبياً لها في الموت، فقال للرسول :”ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب”، فعاد الرسول فقال إنها قد أقسمت لتأتينها، قال فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وانطلقت معهم فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شنة ففاضت عيناه، فقال له سعد ما هذا يا رسول الله ؟! قال :” هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء”.
- عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ :”أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ، وَأَرْدَفَ وَرَاءَهُ أُسَامَةَ، وَهُوَ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ”.
غزوات أسامة بن زيد
غزا أسامة بن زيد العديد من الغزوات والمعاركة بالرغم من صغر سنه، إلا أنه كان مثال للمجاهد الحق، حيث كان يظل صامداً أمام الأعداد إلى أن ينتصر المسلمين في نهاية المعركة، ومن هذه الغزوات ما يلي :
- جاء أسامة في غزوة أحد للنبي محمد، ولكنّ النبي رفض مجيئه إلى الغزوة لأنه كان صغير السن.
- شارك في غزوة الخندق مع موافقة النبي لذلك، بالرغم من أنه معارض إلا أن قلبه رق لكثرة إلحاح أسامة.
- وفي معركة حنين، بقي أسامة صامداً مع النبي ومجموعة قليلة، إلى أن استطاع النبي أن ينتصر على المشركون بهذه الفئة القليلة.
- شارك أسامة بن زيد في معركة مؤتة، وجاهد تحت لواء أبيه الذي استشهد أما عينيه، وظل يقاتل تحت لواء جعفر بن أبي طالب، ثم تحت لواء عبد الله بن رواحة حتى استشهدوا جميعاُ، وعاد إلى المدينة تاركاً والده شهيداً في أرض المعركة.
- وفي عمر لم يتجاوز العشرون، أمر النبي أسامة بن زيد بتجهيز جيش لغزو ومحاربة الروم، وقاد هذا الجيش الذي كان فيه الكثير من الصحابة، ومنهم أبو بكر وعمر بن الخطاب، وأبي عبيدة بن الجراح.
جاهد اسامه رضي الله عنه تحت لواء ابيه في يوم مؤتة، حيث ترامت جسد أبيه أمام عينيه في هذا اليوم، إلا أنه ظله صامداً يقاتل حتى انتصر المسلمون في هذه المعركة، وشارك ذلك القائد الصغير في العديد من المعارك والغزوات، وكان لا يتجاوز العشرون عاماً من عمره، وقاد جيشاً بأكمله مع كبار من الصحابة وهو يبلغ من العمر عشرون عاماً، وروى عن النبي الكثير من الأحاديث النبوية، وكان يلقب بالمحب ابن المحب، ووصى عليه النبي قبل وفاته عمر بن الخطاب، حيث عندما يلتقي به لا يقول له إلا :”أهلاً بأميري”.