كانت قريش تضع عند النبي ودائعها وامانته، حيث أن مفهوم الأمانة يعني المحافظة على أداء حقوق الآخرين على أكمل وجه سواء كان هذا الشيء مادي أو معنوي، وقد شجع ديننا الاسلامي على هذه الصفة الحميدة وجعلها فريضة على كل مسلم ومسلمة، وان حمل الأمانة هو حمل ثقيل وما يدل على ذلك أن الله قد عرض الأمانة على الجبال حمل الأمانة ورفضنّ حملها فقد قال تعالى في ذلك :(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)، وسنوضح الجابة عن هل كانت قريش تضع عند النبي ودائعها وامانته.
محتويات
صح أم خطأ كانت قريش تضع عند النبي ودائعها وامانته
لقد اتصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق بالأمانة وعدم الكذب حتى اشتُهر بلقب الصادق الأمين بين المسلمبن والكفار أيضاً، لأن الله أمرَ بأداء الأمانات الى أهلها ومن ذلك قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )، وما يدل على أن كفار قريش كانوا يثقون بأمانة الرسول صلى الله وعليه وسلم أنهم عندما كانوا يختلفون على استحقاق وضع الحجر الأسود أم رفعه فقالوا ان أول من يدخل علينا من باب الكعبة سوف نعطيه أحقية الحكم، وقد كان النبي أول من دخل عليهم وانصاعوا لحكمه بينهم ورضوا به وقالوا وقتما دخل عليهم هذا الصادق الأمين، وقد اتصف النبي أيضاً بحسن الجوار، وأكثر أبناء قومه مروءة، أكثرهم أخلاقا، وأكثرهم صبراً على الأذى وعلى مشاق الحياة، وهذا كله تشريف للنبي ومن هذا نستنجد أن الاجابة على السؤال كالتالي:
الاجابة :
- لم يكن هناك خلاف على صدق الرسول وأمانته بين المشركين الكفار وزعمائهم وعامّة الناس وأيضا بين المسلمين وأصحابه آل بيته، لذلك كانوا يضعون الأمانات عنده وينقلون أموالهم اليهم، وكان من يخشى على أمواله يضعها عنده ولا يخاف عليها من السرقة حتى وان طالت مدتها، لدرجة أن الرسول قد اشتهر عنه وهو في صغره بأنه صادق أمين، ومن شهادة كفار قريش على صدقة ما قاله أبو جهل أن كنا نقول على النبي الصادق الأمين في صباه واذا بلغ الرشد وعقل أصبحنا نناديه الكذاب الخائن، ثم قال نحن لا نكذبك وانما نكذب رسالتك التي جئت بها الينا، ومن دلالة أمانة الرسول قول خديجة رضي الله عنها عن الرسول، والله إنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث
وبهذا القدر نكون قد أجبنا على سؤال الكثير من الطلبة الذين يتساءلون عن كانت قريش تضع عند النبي ودائعها وامانته، وذكرنا بأنها صحيحة ويستغرب البعض من تناقض الكفار من ذلك فكيف لهم لايصدقونه في رسالته ويؤتمنون على أمانتهم عنده، وان الأمانات تعدت الاشياء المعنوية الى الأمانة في العبادة والكلام.