وجه الدلاله من قوله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا، تعتبر سورة الفرقان من السور المكية في القرآن الكريم، وهي من السور التي أنزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة وذلك قبل الهجرة النبوية الى المدينة المنورة، إلا بعض الآيات منها وهي من 68 إلى 70 فهي آيات مدنية، والسورة هي من السور المثاني، حيث تقع في الجزء التاسع عشر ورقم ترتيبها في الجزء هو 25، وعدد آيات سورة الفرقان 77 آية كريمة، حيث كانت بعد سورة يس نزولًا، ولقد بدأت السورة بالثناء على الله تعالى وذلك عبر الإشارة إلى أنَّه تعالى أنزل الفرقان ويقصد به القرآن الكريم على رسوله عليه السلام، ولذلك سمِّيَت السورة هذه بسورة الفرقان، وسنتطرق في السطور القادمة الى وجه الدلاله من قوله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا.
محتويات
وجه الدلاله من قول الله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا
لا بدَّ قبل دخولنا في الحديث عن معنى الآية: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورًا) ، أن نشير إلى بعض المعلومات حول الآية الكريمة، حيثُ تقع هذه الآية في سورة الفرقان المكية، وهي الآية التي تحمل رقم 23 فيها، ولقد ذكرها الله عز وجل في مجمل الكلام عن أصحاب النار في يوم القيامة، حيث يكونون الخاسرون الذين كانوا يعتقدون بأنَّهم لن يلاقوا الله تعالى ولا يرجونَ ذلك اللقاء أبداً.
وجه الدلاله من قوله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا هو : أنَّ الله سبحانه ,تعالى يوم القيامة عندما يبدأ fالحساب لجميع البشر، وحينَ يعتقدالكفار أنَّهم قد قاموا بأعمال قد تنجيهم من عذاب الله تعالى في ذلك اليوم، فإنَّ الله تعالى يبطلُ كافة أعمالهم ويحبطها فلا تكون ذات قيمة لأنَّها لم تكن أصلاً خالصةً لوجه الله تعلى، ولأنَّ كل عمل لا يكون وفق الشريعة الاسلامية ويصاحبه الايمان بالله تعالى وخالصًا لله تعالى فهو باطل ولا يؤجر عليه، ولذلك فإنَّ غالبية أعمال الكفار سيكون فيها كلا الأمرين أو أحدهما على الاقل، وهي باطلة لا أجر فيها ولا يقبلها اله سبحانه وتعالى ولقد وصفها الله عز وجل بأنَّها مثل الهباء المنثور، والهباء هنا هو الأشياء الدقيقة التي تظهر لنا عند دخول أشعة الشمس من فتحة إلى داخل مكان مظلم، أي أنها لا قيمة لها ولا نفع بها.