صعوبة النحو العربي بين الوهم والحقيقة، تعتبر اللغة العربية مثل أي لغة تمتلك نظام لغوي خاص بها على أكثر من مستوى، ويمكن إدراكه من خلال اختلاف أصوات الناطقين بالعربية وتعدد الجمل دون وجود تكرار إلا في العبارات النمطية مثل التحية، كما يتعدد أشكال تركيب الجمل التي يتم استعمالها في الكتب دون وجود تكرارات في الجملة بذاتها، وهناك التنوع والاختلاف دليل قاطع على أن نظام اللغة العربية يعتمد على الاختلافات والتعدد ضمن معايير وأصول ثابتة، وينقسم النظام اللغوي إلى بعدين أساسيين ويتمثل في كل من البعد الموضوعي والبعد الوظيفي، وفي هذا المقال سوف نوافيكم بكافة التفاصيل التي تتعلق بصعوبة النحو العربي بين الوهم والحقيقة.
محتويات
صعوبة النحو العربي بين الوهم والحقيقة
يعتبر المستوى النحوي هو أحد مستويات النظام اللغوي الذي يندرج تحت قسم مستويات البعد الموضوعي، حيث يقوم على أمرين يتمثل في كل من التركيب والإعراب، فمثلاً كل من الجملة “ليلى زارت فدوى” والجملة “فدوى زارت ليلى”، نجد أنهما متشابهتان في ثلاثة عناصر على ثلاثة مستويات وهما مستوى الأصوات ومستوى الصرف ومستوى المعاني، لكن الجملتين تختلفان في أمر واحد وهو ترتيب الكلمات في كل منهما، وهذا الترتيب يرجع إلى طريقة التركيب الذي هو عنصر من عناصر مستوى النحو الذي هو من مستويات النظام اللغوي العربي، وهو عبارة عن عنصر له قواعده التي نجدها مقررة في كل لغة ضمن علم النحو، ومن الواضح أن هذا التركيب القواعدي على الرغم من تشابه العناصر الثلاثة وهي مستوى الأصوات ومستوى الصرف ومستوى المعاني، إلا أنه جعل هناك اختلاف في معنى الجملة، فالزائر في الجملة الأولى هو ليلى في حين أصبحت ليلى هي المزورة في الجملة الثانية.
تركيب الجمل يقتضي ترتيب معين ليس من السهل كسره، ومن الأمثلة على ذلك موضوع الإضافة في علم النحو الذي يقوم على تقديم المضاف على المضاف إليه على خلاف قواعد اللغة الإنجليزية، فنقول مركز العلم ولا يمكننا القول العلم مركز، كما يلعب الإعراب دور هام في المستوى النحوي من أجل تحديد المعاني ونستدل على ذلك في قوله تعالى :”إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ”، وإذا تم إعراب الكلمات بشكل خطأ أو عدم تحريكها كما هو صحيح يؤدي إلى الاخلال في معنى الجملة بشكل كامل، ولهذا السبب يكون التسكين وإسقاط الإعراب من الكلام نقص وخطأ لا بد من الاجتهاد في تعلم قواعد الإعراب ومحاولة الالتزام به عند الكتابة والقراءة كي لا نقع فريسة لخطأ القراءة.
قال أحدهم :”فُتح الباب من قبل أحمد”، فاعترض البعض بأن هذا التعبير من أثر ترجمة اللغة الإنجليزية وهذا لا يجوز في اللغة العربية بناءً على بعض قواعد اللغة العربية، وهي أن بناء الفعل المبني للمجهول مع وجود الفاعل في العبارة من الأخطاء التي لا يمكن تفاديها، والصواب للجملة هو القول :” فُتح الباب ” أو “فتح أحمد الباب”، وهذا التصويب يتعلق بالتركيب والإعراب أي بالمستوى النحوي.
اشترك مع مجموعة من زملائك في ندوة حول مشكلات النحو العربي
لا شك أن قواعد اللغة العربية وبالتحديد علم النحو من المستويات الأكثر صعوبة، حيث نجد أن الكثير من الطلبة يواجهون صعوبة في دراسة علم النحو وذلك لكثرة القواعد التي تتواجد فيه، كما أن تغيير حركة واحدة في الكلمات تؤدي إلى تغيير معنى الجملة بشكل كلي، لذا سوف نطرح مشكلات النحو العربي التي يواجهها الطالب أو دراس علم النحو وهي كما يلي :
- قيام المعلمين بتدريس الإعراب على أنه بمثابة حل مسألة رياضية دون تركيزه على القواعد الإعرابية لعلم النحو، ولكن لا بد على المعلم أن يعزز في وجدان الطالب على أنه لا بد عليه من استعمال القواعد النحوية كوسيلة في ضبط الكلام من أجل جعله أكثر رقي وأبهى صورة له.
- يقوم بعض المعلمين بتدريس قواعد علم النحو من خلال ذكر العديد من الأمثلة المجردة مما يجعل الطالب غير قادر على فهم القواعد بشكل صحيح وبالتالي لا تَعلق في ذهنه، ولكن لا بد على المعلم أن يقوم بربط القواعد النحوية في أمثلة من الواقع وهذا ما يجعل الطلبة أكثر فهماً للقواعد النحوية نظراً لإثارة إعجاب الطلبة.
- هناك ارتباط وثيق بين مستويات عناصر النظام اللغوي، فلا يمكن دراستها بشكل منفصل عن بعضها البعض، حيث يتم تدريس القواعد النحوية في المدارس كمادة منفصلة عن البلاغة والشعر والأدب، مما يُجبر الطالب على دراسة علم النحو بالاعتماد على الحفظ فقط دون الفهم.
- وجود بعض التقصير في العمل على تنمية المهارات الأساسية التي يتم الاعتماد عليها في تعلم اللغة العربية، ومن الأمثلة على هذه المهارات اللغوية مهارة القراءة ومهارة التحدث ومهارة الكتابة ومهارة الاستماع والانصات ومهارة الهجاء، وبالتالي إهمال المدرسين في المدارس التعليمية لتعليم علم قواعد النحو.
- عدم قيام بعض المعلمين بربط قواعد علم النحو في مهارات التحدث، والتي تعد من ضمن المهارات التي لا بد من استعمال قواعد النحو فيها كي يتم ترسيخ القواعد في ذهن الطالب، لذا على المعلم أن يتحدث في داخل الفصل باللغة العربية الفصحى مع الالتزام بقواعد النحو في التحدث، كما أنه لا بد من الحرص على أن الطالب حين يتحدث أمام زملائه في الفصل أو يجيب على سؤال طرحه المعلم أن يتحدث باللغة الفصحى مع الالتزام بقواعد النحو في التحدث.
- اعتماد بعض المعلمين على الأسئلة التحريرية فقط في تقييم طلبته.
ويمكن علاج مشكلات النحو العربي من خلال ما يلي :
- لا بد على المعلمين الاعتماد على محاكاة النطق السليم واستخدام الطالب لقواعد علم النحو وخاصة في المراحل الأولى من تدريس اللغة العربية.
- لا بد على معلم اللغة العربية أن يتحدث في الفصل أثناء الشرح أمام الطلبة باللغة العربية الفصحى مع الالتزام بقواعد النحو في التحدث، وهذا ما يجعل الطلبة التعود على استخدام اللغة العربية الفصحى الصحيحة واتقان استعمال قواعد النحو الصحيحة.
- على المعلم أن يتجنب تعليم الطلبة في المراحل الأولى القواعد النحوية الصعبة والمتقدمة التي يجد الطالب صعوبة في دراستها، وبعد التمكن من اتقانها يتم تدريسه تدريجياً القواعد النحوية الصعبة بشكل مبسط، أمام دراسة القواعد النحوية بشكل مفصل للمتخصصين في المرحلة الجامعية.
- العمل على قيام العديد من جلسات مناقشة عامة التي تعتمد على اللغة العربية الفصحى أو العمل على تمثيل مسرحيات من خلال الاعتماد على اللغة العربية، وذلك داخل المدرسة سواء في المكتبة أو على الإذاعة المدرسية.
- العمل على خلق جيل من مدرسي مادة اللغة العربية المبدعين من أجل جعل الطلبة الذين سيدرسونهم يحبون اللغة العربية والرغبة في تعملها بكل حب.
- اعتماد المعلم على العديد من أساليب التقييم سواء من الأسئلة التحريرية ومهارة التحدث ومهارة الكتابة وغيرها.
صعوبة النحو العربي بين الوهم والحقيقة، حيث يعتبر المستوى النحوي هو أحد مستويات النظام اللغوي الذي يندرج تحت قسم مستويات البعد الموضوعي، حيث يقوم على أمرين يتمثل في كل من التركيب والإعراب، كما أن هناك العديد من المشكلات التي يواجهها الطلبة في دراسة النحو ومنها قيام بعض المعلمين بتدريس قواعد علم النحو من خلال ذكر العديد من الأمثلة المجردة مما يجعل الطالب غير قادر على فهم القواعد بشكل صحيح وبالتالي لا تَعلق في ذهنه، ولكن لا بد من علاج هذه المشكلات من خلال قيام المعلم بربط القواعد النحوية في أمثلة من الواقع وهذا ما يجعل الطلبة أكثر فهماً للقواعد النحوية نظراً لإثارة إعجاب الطلبة.