من مصادر تلقي العقيدة، عند أهل السنة والجماعة العقيدة هي كل ما جاء في القرآن الكريم من تعاليم شرعية وإسلامية ويجب الإيمان والتسليم بها، حيث أن الإيمان بالتعاليم الإسلامية من شروط سلامة العقيدة ومحلها الإيمان بالقلب والتصديق بها باللسان، وعدم التشكيك في الشعائر الإسلامية، فقد قال الله تعالى في سورة الحجرات آية رقم 15: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾، فالعقيدة الإلهية هي من عند الله أنزلها على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي جبريل عليه السلام، فالشريعة الإسلامية ثابتة وراسخة، ولها مصادر ثابتة تكفل الله بحفظها، وفيما يلي نذكر من مصادر تلقي العقيدة.
محتويات
تعريف العقيدة الإسلامية
العقيدة الإسلامية هي الإيمان بالأحكام السماوية والقوانين الإلهية، والعمل بما ورد في السنة النبوية الشريفة، وإتباع ما أجمع عليه أهل السنة والجماعة، وكلها من مصادر التشريع الإسلامي، وتلقي العقيدة التي يتم تعريفها لغة وإصطلاحاً كالتالي:
العقيدة لغةً:
هي العقد والشد والتمسك بقوة والربط الوثيق، وهو اليقين والجزم بالشئ، فنقول عقد ويعقد عقداً، أي لزم أمراً وآمن به، والإيمان بالشئ هو التصديق والتسليم به، دون شك.
العقيدة إصطلاحاً:
أما إصطلاحاً فالعقيدة هي الأمور التي يجب الإيمان والتسليم بها، ويأتي هذا الإيمان عندما تطمئن النفس لهذه الأمور ويتم تصديقها في القلب، وتصبح من المسلمات التي لا يشوبها الشك فيها، وتكون العقيدة الإسلامية بالإيمان اليقيني بالله وصفاته وأسمائه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء خيره وشره، وكل الأمور الغيبية التي أنزلها الله، وإتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والتصديق بما أجمع واتفق عليه السلف.
مصادر تلقي العقيدة
أنزل الله عز وجل القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عن طريق الوحي متواتراً وليس جملة واحدة حتى يسهل حفظه، وقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه من التحريف والتأويل، فقد قال تعالى في سورة الحجر آية 9: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”، ومن مظاهر حفظه لكتابه العزيز والعقيدة الإسلامية أن جعل لها مصادر شرعية ثابتة، وهي القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وإجماع السلف الصالح.
القرآن الكريم
القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل الذي نزل عن طريق لوحي، وهو مصدر ثابت وراسخ للعقيدة الإسلامية نزل بالأحكام الشرعية، التي يجب التصديق بها وعدم مخالفتها، حتى يصح إسلامنا، فمن يخالف التعاليم الإسلامية يضل في حياته.
فالقرآن الكريم فيه كل الأمور التي تتعلق بعقيدتنا مثل الإيمان بالله ورسوله وكتبه وملائكته وكل ما يتعلق بالعقيدة السليمة، لذا يأخذه علماء الأمة مصدراً رئيسياً في الفتاوى والأحكام الشرعية، ثم يتم الرجوع إلى المصدر الثاني للتشريع وهو السنة النبوية.
السنة النبوية
تعتبر السنة النبوية الجانب العملي لما جاء في القرآن الكريم، وهي ما ورد عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من قول قاله وتحدث فيه نبينا الكريم أو فعل كان يفعله، أو صفة يتصف بها عليه الصلاة والسلام.
وقد جاءنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بشرح واضح للعقيدة الإسلامية، وقال صلى الله عليه وسلم: “تركتكم على المحاجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك”، وبهذا تعتبر السنة النبوية الشريفة من المصادر الأساسية للتشريع وتلقي العقيدة الإسلامية الصحيحة.
لذلك على كل مسلم ومسلمة إتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتصف بصفات القرآن، حيث نجد فيها شرحاً واضحاً للعقيدة الإسلامية وبياناً واضحاً للأمور الغامضة التي يصعب فهمها.
إجماع السلف الصالح
السلف الصالح هم الصحابة والتابعين، ويعتبر مرجعاً ومصدراً لتلقي العقيدة بعد وفاة الرسول، وهو ما اتفق عليه الصحابة والتابعين من أمور تتعلق بالشريعة الإسلامية والأحكام الشرعية المستجدة، والفتاوى في بعض القضايا التي ظهرت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويظهر إجماع السلف الصالح في الإتفاق على حكم ديني واحد والإتفاق عليه بحيث لا يخالفه أحد من التابعين، قال تعالى في سورة النساء آية 115: “وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا”، فلا يجوز مخالفة ما جاءت به الشريعة الإسلامية واتفق عليه السلف الصالح من أحكام شرعية، لأن إجماع أهل الكتاب والسنة يكون وفق القرآن الكريم والسنة النبوية.
من مصادر تلقي العقيدة
من مصادر تلقي العقيدة، القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والإجماع السلف الصالح، حيث أن القرآن الكريم وهو المصدر الأول لتلقي الشريعة، جاء بكافة الأحكام الشرعية التي يجب إتباعها وعدم مخالفتها، وقد أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد عن طريق الوحي، وقد بعث الله نبيه محمد ليعلم الناس أمور دينهم ويوضح الأحكام الشرعية الغامضة، في السنة النبوية الشريفة وهي المصدر الثاني، وقد كان السلف الصالح من الصحابة والتابعين أول من صدق بماجاء فيه سيدنا محمد، من قول أو فعل واتخذوه سبيلاً ومنهجاً لهم.
القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع السلف من مصادر تلقي العقيدة، والعقيدة هي الإيمان والتسليم بما جاء في كتاب الله عز وجل من أحكام شرعية، والعمل بما جاء به سيدنا محمد من قول يقوله، أو فعل يفعله، أو صفة يتصف بها، حيث تعتبر السنة تطبيق عملي لأحكام القرآن الكريم، والتي إتبعها من بعده الصحابة والتابعين في الإجماع على القضايا والأحكام الشرعية.