لماذا كان العرب يرسلون ابناءهم للرضاعة في البادية، كان أهل مكة وخصوصا قريش يقومون بإرسال أبنائهم وهم أطفال إلى البادية لكي ترضعهم النساء البدويات، حيث نتذكر من سيرة سيدنا محمد بأنه صلى الله عليه وسلم كانت مرضعته حليمة السعدية التي كانت من البادية، والتي أرضعته وربته لفترة طويلة، واستمر هذا الشيء لفترات طويلة من قبل قبائل عديدة في مكة، فما السبب في ذلك، و لماذا كان العرب يرسلون ابناءهم للرضاعة في البادية.
محتويات
لماذا كان العرب يرسلون ابناءهم للرضاعة في البادية
- كان السبب في ذلك هو: رغبة أهالي الأطفال بأن ينشأ أطفالهم على الشجاعة وأن يكونوا فصيحي اللسان واصحاء الأجسام كالبدو، ذلك لأن الحياة البدوية تربي على النشاط والقوة الجسيمة كما كانوا ممن يوصفون بالجرأة والحيوية وحرية التصرف، وكان من أهم أخلاق البدو أنهم أوفياء بالعهود ويلتزمون بمكارم الأخلاق، وبالتالي فإرسالهم أبنائهم للبادية كان هو الأفضل لأبنائهم ليكتسبوا هذه الصفات الحسنة.
إذا يمكن القول بأن العرب كانوا يريدون أن ينشأ أطفالهم في أجواء نقية بعيدا عن الحواضر وملوثاتها وضجيجها، كما لأن لغة أهل البادية هي اللغة الأصلية الفصيحة والسامية، والبعد عن الامراض ذلك بأن العرب كانون يعرفون العدوى وبالتالي كانوا يخافون على أبنائهم منها، ذلك لأن مكة تعتبر من المراكز التي يأتيها شعوب وقبائل كثيرة للحج أو للتجارة، لذلك كان من الممكن أن يدخل الكثير من الأمراض المعدية لأهل مكة، وبالتالي كانوا يتخذون هذه الإجراءات من أجل حماية أطفالهم من المرض والعدوى، وتعلم الفروسية والقوة وغيرها، ويجدر التنويه إلى أن هذه العادة لم تكن تسري على جميع مواليد قريش، حيث كان أشراف مكة وأشراف قريش هم أكثر من يرسلون أبنائهم للبادية.