ما العلاقة بين الخوف والرجاء، قال تعالى: (اتقوا الله حق تقاته)، فتقوى الله تعالى مهمة، والحق فيها لا يكون إلا بمعرفتها حق المعرفة، والعلم بكافة أنواعها ومحتوياتها، وتقوى الله هي الخوف منه ووضع مخافته في كل شيء، وهي تنقسم إلى قسمين: الخوف الحسي، وهو الخوف الناتج عن نيل العقاب لكل من عصا وخالف الله تعالى، وهي تقتصر على المسلم المكلف والمتعبد الذي يخاف دخول الله بسبب تقصيره في إحدى الفرائض عليه، أما النوع الثاني من أنواع التقوى، الخوف العقلي، وهو خوف الأحرار من الله تعالى، كخوف أمير المؤمنين حين قال: ( وهبني يا إلهي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك) وبالتالي يتحقق الخوف الحر، ويحصل البر، أما الرجاء فهو الشيء الذي يطلبه العبد من الله تعالى، رجاء رحمة الله تعالى، وعدم القنط منها، ولكن ما العلاقة بين الخوف والرجاء؟
محتويات
ما العلاقة بين الخوف والرجاء
إن العلاقة بين الخوف والرجاء تتمثل في الإجابة التالية:
- الخوف سوط يؤدب الله تعالى به عبده، والرجاء مخفف للخوف حتى لا يخرج بالمؤمن إلى اليأس والقنوط.
العلاقة بين الخوف والرجاء
يوجد بين الخوف والرجاء علاقة وثيقة لا تنفك أبداً، فالخوف يتطلب الرجاء، ولولاه لكان الإنسان يأساً وقنوطاً من رحمة الله تعالى، والرجاء يتطلب الخوف، ولولاه لكان أناً من مكر الله تعالى، فالخوف والرجاء متلازمتان، فكل راج خائف، وكل خائف راج، ولذلك حسن وقوع الرجاء في مواضع يحسن فيها وقوع الخوف، مثل قوله تعالى: (ما لكم لا ترجون لله وقاراً).
وبالتالي يجب على المسلم أن يوازن بين كل من الخوف والرجاء، كما قال بعض العلماء في سيره إلى الله،حيث تم تشبيه الخوف والرجاء بجناحي الطائر، حيث إذا استويا الجناحان إنطلق الطائر في السماء، واذا كان هناك نقص في احدهما اختل توازنه نوعاً ما، وإذا ذهب الجناحان صار الطائر في حد الموت، ومن يجمع بينهما يفلح، قال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، كذلك قال تعالى: ( وادعوه خوفاً وطمعاً).
دمتم في حفظ الله تعالى ورعايته.