المساكين اشد حاجه من الفقراء

المساكين اشد حاجه من الفقراء، إن الله عز وجل قد فرض على عباده المُسلمين العديد من العبادات الدينية المُختلفة، ولعل من أهم تلك العبادات هي الزكاة، والصدقة، حيثُ أن فرض هذه العبادات جاء لأهداف مُعينة، حيثُ أن الزكاة هي النماء، والتطهير، والزيادة، وهي إخراج مقدار من المال الزائد عن حاجة المُسلم وإعطائه إلى مُستحقيه من الفقراء والمساكين والمُحتاجين، والزكاة لها الأثر الإيجابي على المُجتمع المُسلم، حيث أنها تجعله كالأسرة الواحدة، وحدوث الترابط والمحبة بين الأغنياء والفقراء، وهي ذات الأثر الإيجابي على نفس المُسلم، وتطهيرها من الشُح والبُخل، وفي ظل الحديث هذا سوف نضع لكم استفسار يكثر البحث عن الإجابة له، حيثُ كان الاستفسار هو المساكين اشد حاجه من الفقراء، والذي سنتعرف عليه في سياق هذه المقالة.

ما الفرق بين الفقير والمسكين

ما الفرق بين الفقير والمسكين
ما الفرق بين الفقير والمسكين

كثيراً ما نسمع بمُصطلح الفقير، ومُصطلح المسكين، ويعتقد الكثيرون أن هذين المُصطلحين يحملان نفس المعنى، وبالطبع هذا الاعتقاد خاطئ، حيثُ أنهُ هناك فرق بين مُصطلح الفقير، ومُصطلح المسكين، وهو متمثل بالآتي:

  • المسكين في اللغة هو ذلك الفرد الذليل الخاضع، والذي يكون مقهور، وهو الفرد الذي تحل لهُ الصدقة، وذلك إن كانت مسكنته من قلة المال، بينما في الاصطلاح فإنه يتم تعريف المسكين بأنه هو الفرد الذي يملك المال والمكسب، والذي لا يكفي حاجته.
  • بينما الفقير فهو المُحتاج والذي لا يجد قوت اليوم له، وهو ذلك الفرد الذي يبقى جالساً في بيته، ولا يسأل الناس.

ومن الجدير بالذكر أن كل من الفقير والمسكين هم الأفراد الذين يستحقوا الزكاة، وهذا حسب ما ورد في آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية الشريفة، والصدقة والزكاة واجبة عليهم.

المساكين اشد حاجه من الفقراء

المساكين اشد حاجه من الفقراء
المساكين اشد حاجه من الفقراء

هناك الكثير من الأفراد الذين يتساءلون عن هل المساكين اشد حاجه من الفقراء، حيثُ أن الدين الإسلامي قد شرع الزكاة لكل منهم، ولكن يبقى الاستفسار بين الناس يتكرر ويدور هل المساكين اشد حاجه من الفقراء؟

الإجابة لا، حيثُ أن الفقير هو أشد حاجة من المسكين، وهذا ما أكد عليه بعض من المذاهب الفقهية، المالكية، الشافعية، الحنابلة، والدليل على ذلك من القرآن الكريم قول الله عز وجل:

  • قال الله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ…}.
  • قال الله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ}.
  • قال اللهُ تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ}.

والدليل من السنة النبوية الشريفة على أن المساكين اشد حاجه من الفقراء هو الحديث النبوي الشريف الآتي:

عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “ليس المِسكينُ الذي ترُدُّه الأُكلةُ والأُكلتانِ، ولكنَّ المِسكينَ الذي ليس له غِنًى ويستحيي، أو لا يسألُ النَّاسَ إلحافًا”، وجه الدَّلالة: أنَّ الحديثَ يدلُّ على أنَّ المسكينَ هو الذي لا يجِد غِنًى إلَّا أنَّ له شيئًا لا يقومُ له, فهو يصبِر ويَنطوي, وهو محتاجٌ، ولا يسألُ، ومن الأدلة أيضًا: أنَّ الاشتقاقَ اللُّغويَّ يدلُّ على أنَّ الفقيرَ أسوأُ حالًا مِنَ المسكينِ؛ فالفقير يُطلَقُ على مَن نُزِعَت فِقرةُ ظَهرِه فانقطَعَ صُلبُه، أمَّا المسكينُ فهو مِنَ السُّكونِ، وهو الذي أسكنَتْه الحاجةُ.

Scroll to Top