من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد، خلق الله تعالى الناس جميعا وأورثهم هذه الأرض، ولكنه لم يتركهم في ضلالهم يعمهون، بل أرسل لهم الرسل الذين يدلونهم على طريق الحق، ويرشدونهم إلى عبادة الله تعالى وتوحيده، كما أرسل مع كل نبي كتاب سماوي يكون حجة على الناس، وفي هذا الكتاب توجد كافة التشريعات الإسلامية والأدلة على وجود الله تعالى، وكذلك سبل صلاح الحياة الدنيا والفوز بنعيم الآخرة، ولكن الشيطان مازال يجاهد المؤمنين في أنفسهم وفي دينهم منذ أن خلق الله تعالى سيدنا آدم وإلى يومنا هذا، فيزين للإنسان الحياة الدنيا وطريق البدع والضلال، ولكن مهما فعل الشيطان يبقى الحلال بين والحرام بين، من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد.
محتويات
معنى من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد
عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )، حيث أن في هذا الحديث معاني واضحة على أن التعبد بالهمل لا يجوز إلا بشرط أن يكون مما يدل عليه الدليل، وإلفا فإن العبادة ستكون مردودة على صاحبها، بل يتعداها إلى كون صاحبها آثم لقيامه بالتعبد بما لم يتم تشريعه من الله تعالى، حيث ان هذا الحديث يقوم ببيان اللبس الذي يقع فيه الكثير من الناس ما بين البدع الدينية والدنيوية، حيث أن على المسلم أن يكون على بينة في أمور دينه، وذلك لكي لا يقع في المحرمات ويختلط الحق عنده بالباطل، حيث أن الدين الإسلامي جاء بتشريعات تكمل للمسلم أعماله الدينية، بما يكفل له صلاح دنياه وسعادته فيها، حيث شرع الدين الإسلامي العديد من الأعمال الصالحة التي ستقربهم زلفى من الله عز وجل ومن نيل رضاه وجنته.
الكفار أو المشركون في سعي دائم لاختراع العديد من الأمور الدنيوية التي تضل الناس وتلهيهم عن بعادة الله تعالى من محرمات ومحظورات، لذلك يتوجب على المسلمون الحرص الشديد من اتباع البدع المتعلقة بأمور الدنيا بل واجتنابها، لأن فيها هلاك لهم وضياع لدينهم وفي الآخرة ينالون العذاب العظيم لعصيان أوامر الله عز وجل ويلقون في نار جهنم.