صحة حديث إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها، حيث يعتبر الحديث النبوي هول كل ما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة سواء كانت صفة خلقية أو خُلقية، ويشترط قبل نشر أي حديث من الأحاديث النبوية التأكد من صحتها والتي تتمثل في العمل على تتبع سلسلة الرواة التي روت هذا الحديث، وخلوها من الرواة المعروف عنهم بالكذب عن النبي.
محتويات
ما صحة حديث إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها
إن فضل شهر شعبان فضلٌ عظيم وذلك كونه الشهر الذي يسبق شهر رمضان فيكون بمثابة استعداد وتجهيز النفس لشهر الصيام والطاعات والعبادات، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُكثر من الصيام في شهر شعبان، وذلك وفق ما ورد عن عائشة -رضي الله عنها : “ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلّا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان” وذلك لما فيه تمرين للنفس على الصيام لتقليل مشقة الصيام في شهر رمضان، ما يجعل المُسلم يُقبل عليه بهمة ونشاط، كما أكّد علماء الدين ومنهم الإمام ابن القيّم أن صوم شهر شعبان تعظيم لشهر رمضان، ومن فضائل شهر شعبان تُرفع فيه الأعمال الله تعالى وذلك وفقاً لقول النبي في الحديث الشريف : “ذلك شهر يغفل النّاس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين، فأُحبّ أن يُرفع عملي وأنا صائم”، أما حول صحة حديث إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها فإنه حديث ضعيف وغير صحيح.
شاهد أيضاً: متى ليلة النصف من شعبان 2025.
يُكثر المسلمون في شهر شعبان من قراءة القرآن الكريم، بل كانوا يتفرغون لتلاوة القرآن وتدبر آياته، والعمل بأحكامه وما جاء فيه، حتى أُطلق عليه اسم شهر القُرّاء، وذلك لكثرة قراءة القرآن فيه، كما يحرص المسلمون على التقرب إلى الله بالعبادات والطاعات والأعمال الصالحة كإخراج الصدقات، وأداء الصلاة في جوف الليل، والإكثار من ذكر الله وهي الباقيات الصالحات، والدأب على الدعاء، فقد حرص السلف الصالح في شهر شعبان على الإقبال إلى الله وترك الدنيا ومشاغلها، وحول صحة حديث إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها فإنه وفق إجماع العلماء يعتبر حديث ضعيف، لكن لا ضير من الصيام في شهر شعبان ما عدا آخر يوم من شعبان لا يجوز الصوم فيها وذلك استعداداً لشهر رمضان.