ما هي ليلة النصف من شعبان، هناك العديد من الشهور الهجرية التي يتم المرور بها خلال العام، ولكن هناك بعض الشهور التي لها مكانة خاصة بين المسلمين والتي يقوم في تلك الأيام بالإكثار من العبادات والاعمال الصالحة والنوافل التي تقرب العبد إلى ربه، ومنها شهر شعبان الذي يعتبر هو بداية الخير ليطل علينا شهر الصوم والخير والبركة، بحيث أنه يتم صيام ليلة النصف منه والتي يكون فيها القمر بدراً.
محتويات
فضل ليلة النصف من شعبان
إن ليلة النصف من شعبان هي الليلة الخامسة عشر من شهرِ شعبان، حيثُ أن ليلة النصف من شعبان هي تلك الليلة التي تسبق يوم 15 شعبان، والتي تبدأ من مغرب يوم 14 شعبان، بحيثُ تنتهي ليلة النصف من شعبان في فجر يوم 15 شعبان، ويتوجب التنويه هُنا إلى أن ليلة النصف من شعبان لها أهمية خاصة في الدينِ الإسلامي، حيثُ أنه في هذه الليلة قد قام المُسلمون بتحويل القبلة من بيت المقدسِ إلى البيت الحرام بمكة المكرمة، حيثُ أن هذا الحدث التاريخي الهام قد حدث في العامِ الثاني من الهجرة، وذلك بعد أن أتم المُسلمون ما يُقارب الستة عشر شهراً تقريباً وهم يصلوا تجاه المسجد الأقصى، وهُناك الكثير من الأحاديثِ النبوية الشريفة، والتي قد بينت أهمية وفضل ليلة النصف من شعبان، ولعل من أبزر هذه الأدلة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ” رواه ابن ماجه وغيرُه، وهو حديث حسن بشواهده.
كما وأن النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم كان يُطيل إقامة الليل في ليلة النصف من شعبان، والدليل على ذلك قول عائشة رضي الله عنها: ” قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ قُبِضَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُمْتُ حَتَّى حَرَّكْتُ إِبْهَامَهُ فَتَحَرَّكَ، فَرَجَعْتُ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، قَالَ: “يَا عَائِشَةُ أَوْ يَا حُمَيْرَاءُ ظَنَنْتِ أَنَّ النَّبِيَّ خَاسَ بِكِ؟ “، قُلْتُ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ قُبِضْتَ لِطُولِ سُجُودِكَ، فَقَالَ: “أَتَدْرِينَ أَيَّ لَيْلَةٍ هَذِهِ؟ “، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: “هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطْلُعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِينَ، وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُمْ “.
شاهد أيضاً: هل ترفع الاعمال ليلة النصف من شعبان.
متى صيام النصف من شعبان
هُناك الكثير من التساؤلات التي يطرحها المُسلمون حول ليلة النصف من شعبان، ومن أبرز تلك الأسئلة هو متى صيام النصف من شعبان، والجدير بالذكر أن دار الإفتاء قد أكدت أن ليلة النصف من شعبان سوف تبدأ مغرب يوم السبت 27 مارس حتى فجر الأحد 28 مارس، ويتوجب على المُسلمين في ليلة النصف من شعبان الإكثار من الدعاء والاستغفار، والصلاة على النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم، حيثُ أن الدعاء في ليلة النصف من شعبان يكون مُستجاب بعد مشيئة المولى عز وجل، وقد أوضحت دار الإفتاء أن من يُريد الصيام في ليلة النصف من شعبان فيكون من يوم الأحد الذي يُوافق 28 مارس، والأيام البيض هي الجمعة والسبت الأحد.
شاهد أيضاً: متى ليلة النصف من شعبان.
ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان
تُعتبر ليلة النصف من شعبان هي من الليالي المُباركة، والتي لها مكانة عظيمة عند الله عز وجل، وهي حظيت بهذه المكانة حيثُ أنه في ليلة النصف من شعبان حدث أعظم وأهم حدث في تاريخ الدعوة الإسلامية، إلا وهو تحويل القبلة من الكعبة إلى المسجد الأقصى، حيثُ أن الغاية من هذا التحويل هو تقوية إيمان المؤمنين، والعمل على تنقية نفوسهم من كافةِ شوائب الجاهلية، والدليل على ذلك قول الله عز وجل: (وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ).
شاهد أيضاً: متى يصادف ليلة النصف من شعبان.
إن ليلة النصف من شعبان هي تلك الليلة المُباركة، والتي قد حظيت على المكانةِ العظيمة عند الله عز وجل، وقد تحدث النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم عن فضلها في الكثيرِ من الأحاديث النبوية الشريفة، وتعرفنا في هذا المقال على ما هي ليلة النصف من شعبان، وما هو فضل تلك الليلة المُباركة.