اين تقع مدينه بينون التاريخيه

اين تقع مدينه بينون التاريخيه، وهي من المدن الأثرية التي قامت بدفن الكثير من الملوك، وما زالت لهذا اليوم شامخة، منتصبة على قمم الجبال، ولقد تغنى فيها الشعراء فقالوا: لو ترى بينون أنستك أزالاً وظفاراً ورأيت الليل من سنا العز نهارا، وفي هذا المقال سنقدم لكم أين تقع مدينة بينون التارخية، وما هي الأهمية التاريخية لهذه المدينة.

اين تقع مدينه بينون التاريخيه

اين تقع مدينه بينون التاريخيه
اين تقع مدينه بينون التاريخيه

تعتبر مدينة بينون من المعالم الأثرية التي تم تشيدها في العصر الحميري، وتقع المدينة في باطن أحد الجبال المرتفعة الشارعة بمحافظة ذمار من الناحية الشرقية، وهي من المدن الأثرية العريقة، والتي مازالت لهذا اليوم حصناً منيعاً من حصون حمير الشهيرة، والواقعة في أعلى جبل مستطيل منحوت، هذا الجبل يقع في وسط جبلين، والذي يفرق بينهما أرض فيها مزارع، وكان يوجد في سطح الجبل الشمالي عين تسمى “نماره”، حيث كان المزارع يسقون الأرض التي بين الجبل وبين بينون، أما الجبل الجنوبي فإنه يتكون من طريق منقورة في بطنه على طول ما يقارب 200ذراع، حيث يستطيع أن يمر منها الجمل بحمله، ويوجد فوق باب الطريق من الجانبين نقش بالمسند الحميري، ومن خلاله يمكن أن نرى الضرائب على الحمائل التي تدخل هذا الطريق، وهذا يؤكد لنا على اعتماد اليمنيين الأوائل على أنظمة الخدمة الاقتصادية، كذلك يوضح مدى قدرة اليمنيين في شق الأنفاق والتفنن في تشييد المعالم الأثرية.

حصن بينون

حصن بينون
حصن بينون

يضم حصن بينون ثلاثة أقسام هي: قصر، ونفق، وحصن، ويحتوي الحصن على الكثير من المآثر التاريخية، منها:

قصر الصبايا
يقع قصر الصبايا في أعلى جبل مستطيل منحوت، ويحيط به أكثر من سور، ويوجد في وسط القصر طريق، والذي يدل على مدى قدرة اليمنيين القدماء على شق الطرق في الصخور.

ساقية نمارة
تكونت ساقية من عين “نماره” كانت تصل غيل بالأرض التي تقع بين حصن بينون والجبل اليماني،ولقد هدمت الساقية ، ولم يبقى منها غير ذكرى لزمن اندثر،وتعتبر الحضارة اليمنية من الحضارات المميزة، حيث تدل آثار بينون على أن اليمنيين قد برعوا في العمل الهندسي، حيث يدل النفقان على صخور الجبلين، واللذان كان يستخدمهما اليمنيين لغرض إحكام مجرى تحويل السيول من واد إلى آخر، ولقد اعتبر الهمداني في كتابه “الإكليل” ذلك القطع في الجبل من عجائب اليمن التي ليس لها أي مثيل في بلاد أخرى، أما مجرى المياه فهو يبدأ من وراء جبل النقوب ، والذي يسير من خلال النفق إلى وادي الجلاهم، ومن ثم يجري إلى النفق الآخر عبر جبل بينون باتجاه وادي نمارة. والتي تصب في سد يقع في أعلى وادي نماره، والذي تمتد أراضيه الخصبة لمساحات كبيرة.

النقوش
قام اليمنيون القدامي بكتابة نقوش في بينون بخط المسند، بخط غائر، والتي تعبر على أن النفق تم شقه لري وادي نمارة، بالإضافة إلى أنه يوجد في المدخل نقشان آخران، واحد منهما مطموس، والأخر يمكن قراءة معظم، حيث يدل محتواه على التالي” دُون نذراً من أحدهم واسمه« كيثر بن زعيم» إلى معبودة «عشتر» بمناسبة افتتاح النفق”، وتذكر معظم النقوش التي تم العثور عليها في بينون تذكر اسم ” شمر يهرع” ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت، أيضاً جاء في النقش ذكر سنة البناء بالتقويم الحميري وهو عام 420، والذي يوافق السنة الميلادية 305، ولقد ذكر الهمداني في الإكليل عن القطع المنقوشة قائلاً: “ذلك القطع في الجبل من عجائب اليمن التي ليس لها مثيل في بلاد أخرى”.

وصلنا وإياكم إلى نهاية مقالنا، والذي من خلاله تعرفنا على أين تقع مدينة بينون، والجدير ذكره أنه هذه المدينة لم تكتشف بالشكل الكامل حتى الآن، لكنه ظهر منها بعض الآثار التي تدل على أن هذه المدنية قامت قبل الميلاد بقرون، ويذكر المؤرخين أن نهاية هذه المدينة كان في عام 525م، وذلك عندما دخل الأحباش إلى اليمن، والذين قاموا بالقضاء على دولة حمير، لكن مدينة بينون ضلت كما هي بأنفاقها ذات التصميم الرائعة والهندسة البديعة.

Scroll to Top