ماذا يحدث في ليلة النصف من رمضان، التساؤلات التي تطرح حول ليلة النصف من رمضان تعود بنا للتدقيق بالكثير من الاحاديث التي تتشعب في أرجاء مواقع التواصل الاجتماعي خاصة عند قرب هذه الليلة، وهذا الأمر يعد محل ارباك وتوتر شديد جداً بالنسبة للمسلمين، حيث يشتت تفكيرهم ويجعلهم يغوصون في كثير من المخيلات التي لا تمد الحقيقة بأي صلة، ولم تكن الأحاديث الموضوعة والمكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتصرة على ليلة النصف من رمضان، بل كان هناك الكثير من الأحاديث التي وضعت ولم تثبت صحتها في بيان فضائل الكثير من المناسبات الدينية، أو الليالي التي تتخلل الشهور الهجرية، ولم تأت الأحاديث الموضوعة لبيان الفضائل والمكانة العظيمة التي تنالها هذه الأمور، ولم تكن مقتصرة على بيان الحسنات الهائلة التي ينالها المسلمون تبعاً لتطبيقهم ما جاء في فحوى هذه الأحاديث، ولكن جاءت بعضها لترهب المسلمين وتُجنبهم غضب الله مثل الحديث المنتشر عما يحدث في ليلة النصف من رمضان، لذا سنبين خلال مقالنا ماذا يحدث في ليلة النصف من رمضان.
محتويات
صيحة يوم 15 رمضان
ماذا يحدث في ليلة النصف من رمضان، ارتبطت ليلة النصف من رمضان بحديث تم تداوله بشكل كبير والذي هو “إذا كانت صيحة في رمضان فإنه تكون معمعة في شوال وتميز القبائل في ذي القعدة وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم، قلنا: وما الصيحة يا رسول الله؟ قال: هذه في النصف من رمضان ليلة الجمعة من سنة كثيرة الزلازل فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة فادخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم ودثروا أنفسكم وسدوا آذنكم إذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجداً وقولوا سبحان الله القدوس ، سبحان الله القدوس ، ربنا القدوس فمن يفعل ذلك نجا ، ومن لم يفعل ذلك هلك”، وهذا الحديث لا يجوز الاحتجاج به، ولا الأخذ عنه أو منه، وهذا لانه موضوع ومنكر ولا ينسب للرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن جمهور اهل العلم اتفقوا على هذا الأمر وحذوا من الأخذ عن الأحاديث المكذوبة والموضوعة التي لا تمد الشريعة الاسلامية بأي صلة، ولم تأت بذكرٍ بين من القرآن الكريم أو السنة النبوية.
هل ستحدث الصيحة في ليلة النصف من رمضان 2025
هناك الكثير من المخاوف التي تتدفق في قلوب الناس من ليلة النصف من رمضان، وهذا الأمر جاء تبعاً للحديث الذي انتشر بشكل كبير، والذي افاد بأن ليلة النصف من رمضان تأتي مصاحبة بالصيحة التي تحل على العالم كله، وهذا لو كانت ليلة النصف من رمضان موافقة ليوم الجمعة، ولكن هذا الأمر لا يمكن تصديقه، سواء بإجماع العلماء على أن الحديث الذي ورد فيه هذا الحدث مكذوب وموضوع، أو بالتاريخ نفسه، فلو تتبعنا تاريخ ليلة النصف من رمضان نرى أن الكثير من هذه الليالي جاءت متوافقة مع يوم الجمعة، ولكن لم يحدث ان حلت فيها هدة أو صيحة أو نفخة، وهذا يؤكد الأكاذيب التي ساقها الناس وجعلوها تتغلغل في المجتمعات المسلمة حتى بات الجميع مصدقاً لها ومتخوفاً منها.
هناك الكثير من الأقاويل والأحاديث التي دارت حول ماذا يحدث في ليلة النصف من رمضان، حيث بات الناس يربطون هذه الليلة بالصيحة التي جاءت في حديث موضوع تم نشره بين الناس حتى صدقوه، ولكن جمهور اهل العلم والفقهاء أكدوا بشكل صارم على كونه حديثاً موضوعاً لا يصح الاخذ به أو الرجوع اليه.