من هم اصحاب الرس، كثيرة هي الأقوام السابقة التي عصت الله عز وجل ورفضت اتباع الهدى على أيدي الرسل المنزلين إليهم، فنالوا من الله عز وجل ما يستحقونه من عقاب في الحياة الدنيا وفي الدار الآخرة هم مخلدين في عذاب جهنم، ومن تلك الأقوام التي جاء ذكرها في القرآن الكريم هو اصحاب الرس، حيث قال المولى عز وجل فيهم في آياته:(كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود)، فالكثيرون يعرفون قوم ثمود وقصتهم، وقوم نوح عليه السلام كذلك، لكن الكثير لا يعرف من هم اصحاب الرس.
محتويات
ماهى قصة أصحاب الرس
كثرت الروايات حول اصحاب الرس، وذلك لأن القرآن الكريم لم يتطرق إلى وصف قصتهم بالتفصيل كباقي الأقوام الأخرى المذكورة في القرآن الكريم، لذلك اختلفت الروايات حول من هم اصحاب الرس، والتي منها ما يلي:
- قول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بأن اصحاب الرس هم قوم قد عاشوا في أرض ذات مياه عذبة وخصبة، وكان لهم ملك يصل بنسبه إلى النمرود بن كنعان، وبأنهم كانوا يعبدون أشجار الصنوبر، حيث نبتت أشجار الصنوبر إلى جوار منابع الماء العذب من بعد الطوفان العظيم في عهد سيدنا نوح عليه السلام، فأرسل الله عز وجل لهم نبي يدعوهم إلى الهداية والتوحيد إلا أنهم رفضوا دعوته، والقليل منهم من آمن والكثيرون ازدادوا كفراً وعصياناً، كما قيل بأنهم قتلوا نبيهم فأرسوه بأنابيب من الرصاص في أسفل شجرة الصنوبر، وهو السبب وراء تسميتهم بأصحاب الرس، فأهلكم الله عز وجلهم وأذاقهم أشد العذاب.
- يقال بأن أصحاب الرس هو قوم يس، حيث أن يس هو نبي الله عز وجل الذي جاء لدعوة قومه إلى التوحيد والهداية، ولكن قوبل من قومه بالتكذيب والقتل، فحق عليهم سخط الله تعالى وعذابه فأهلكهم جميعاً لأنهم أرسوا نبيهم بالرصاص في قعر بئر يسمى بئر الرس، وهذا هو سبب تسميتهم بأصحاب الرس.
- وقيل بأن اصحاب الرس هم قوم كان لهم مواشي وآبار كثيرة، إلا أنهم كانوا لا يعبدون الله ويعيشون في ضلال، وقيل بأن النبي شعيب عليه السلام قد أرسله الله عز وجل لأصحاب الرس، ولكنهم لم يستجيبوا لشعيب نبي الله تعالى، ورفضوا دعوة الإيمان وأذوه، فكان لهم من العذاب ما يستحقونه، وقيل بانهم سكنوا بالقرب من بئر تسمى بئر الرس التي خسف بهم الله تعالى الأرض وانهار بهم البئر، وهو سبب تسميتهم بأصحاب الرس.
إن القصص والروايات حول من هم اصحاب الرس كثيرة جداً، ولكن لا يوجد لأي قصة منها سند صحيح من القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، حيث تضاربت الأقوال حولهم فقيل بأنهم أهل مدينة أنطاكية الذين قاموا بقتل حبيبا النجار ومؤمن آل يس، حيث أرسوهم في البئر، كما قيل بأن أصحاب الرس هم أهل يهوذا، والله تعالى أعلم بمن هم اصحاب الرس.