حبس النفس عن المكروه، حيث جميعنا بلا استثناء في هذه الحياة قد نتعرض إلى بعض المصائب والأحزان والآلام التي تسبب لنا الشعور بالرغبة في مغادرة هذه الحياة، فنحن في عالم مختبر به من خلال وقوع الابتلاء على نفوسنا لمعرفة مدى إيماننا بالله سبحانه وتعالى وتخلينا عن هذه الدنيا الفانية التي ليس بحاجة إلى أن نهكل هموماً فوق همومنا، وهذا ما يجعلنا أكثر تفادياً لبعض الآلام التي قد نتعرض لها خلال مسيرتنا الحياتية أما الفشل في أمر ما، أو عدم حدوث ما نريد ونرغب أو تأخر زواج فتاة أو فتى من الشخص المناسب، أو موت قريب على القلب ونحبه كثيراً أو فقد عزيز وغيرها من الأمور التي تجعل الفرد يقع في أسير الحزن والألم، هذا كله يندرج تحت مصطلح حبس النفس عن المكروه فماذا يقصد، لذا سوف نوافيكم في كافة التفاصيل التي تتعلق باستفساركم والذي ينص على ما هو المقصود بمصطلح حبس النفس عن المكروه ؟
محتويات
حبس النفس عن المكروه هو
لو تأملنا في العبارة المذكورة لنا، نلاحظ أن المكروه هو عبارة كل ما نبهنا إليه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من مكروه، وينبغي أن يتجنبها كل مسلم من أبناء المسلمين وعدم الوقوع فيها في كافة أنحاء العالم، أما حبس النفس أي المنع والحبس عن كل ما هو غير مباح للمسلم للفرد بشكل عام، لذلك هذا المصطلح يتم إطلاقه على مفهوم الصبر والذي هو متعدد الأنواع، حيث يمكن لأي فرد على هذا الكون أن يتمكن من التحلي بالصبر من خلال السعي نحو التعديل من سلوكه والإرادة الداخلية التي سوف تعينه على تحليه بالصبر، كونه يعتبر من أهم الصفات التي يمكن للفرد أن يتحلى بها في سلوكياته من أجل السعي نحو مواجهة ما يقع فيه المرء من أمور تتطلب الصبر في حياته، كما أن بعض القرارات التي يجب على المرء اتخاذها في حياته تتطلب الصبر والتأني كي لا يكون هناك ندم في نهاية هذا الطريق، كما أنه من الصفات الإسلامية التي أوصانا بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ووعدنا الله جل علاه في كتابه العزيز بالبشرى لهم والأجر والثواب العظيم ومن أبرز الآيات القرآنية التي تحث المسلمين على الصبر تتمثل في قوله تعالى :”وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ”، وهذا دليل كافي على أن الصابرين هم الفائزين في هذه الدنيا وسوف يفوزون في الآخرة، كما ورد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة على لسان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم التي يحث فيها أصحابه وأبناء المسلمين على التحلي بالصبر ومن أبرز هذه الأحاديث تتمثل في قوله عليه أفضل الصلاة والسلام :” عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له”.