حديث عليكم من الاعمال ما تطيقون، يعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو واحد من الأنبياء المرسلين الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى من أجل تأدية أمانة وهي تبليغ الرسالة الإسلامية ونشر عقيدة التوحيد بين الأمم، وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء المرسلين لا نبي بعده ونستدل على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم :”وإنه سيكون في أمتي كذابون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي”، حيث بعث إليه عندما بلغ سن الأربعين من العمر و كان يتعبد في غار حراء وبدأ في نشر الدين الإسلامي وتعليم المسلمين أحكام الدين وأوامره ونواهيه، وبهذا سوف نوافيكم في كافة التفاصيل التي تتعلق باستفساركم على الحديث النبوي الشريف الذي ينص على حديث عليكم من الاعمال ما تطيقون.
محتويات
عليكم من الاعمال ما تطيقون
ورد عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة منها ما تتعلق بأحكام الدين الإسلامي وتفصيل الفرائض التي فرضت في القرآن الكريم، ومنها كيفية إكمال العبد لدينه والتقرب إلى الله بالنوافل، ومن الأحاديث أيضا ما تنهى العبد عن ما هو معصية وشرك لله سبحانه وتعالى وغيرها من الأحاديث، حيث يمكن تعريف الحديث النبوي الشريف على أنه هو عبارة عن الكلام الذي ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان لفظه ومعناه من عنده، ومن المعروف أن القرآن الكريم كان مجمل وجاءت السنة النبوية المطهرة لتفصل لنا ما فيه من أحكام وفرائض وشرح لكيفية أداء هذه الفرائض، فمثلاً فرض الله سبحانه وتعالى على عباده الصلاة ولكنه لم يتم توضيح كيفية أداء الصلوات للعباد وقد تم هذا التوضيح والتفصيل من قبل السنة النبوية، كما أن الله سبحانه وتعالى فرض على عباده الحج لكن لم يتم تذكر بالتفصيل كيفية أداء مناسك الحج إلا أن النبي الكريم محمد فصل لنا هذه المناسك من خلال سنته، ولكن ليس كل ما يرد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم فرض على المسلمين وإنما البعض منه هو سنة يتقرب من خلالها العبد إلى الله سبحانه وتعالى وذلك لما قاله الله في الحديث القدسي :”إِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ: منْ عادى لي وَلِيّاً. فقدْ آذنتهُ بالْحرْب. وَمَا تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ: وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهِ، وبَصره الَّذِي يُبصِرُ بِهِ، ويدَهُ الَّتي يَبْطِش بِهَا، ورِجلَهُ الَّتِي يمْشِي بِهَا، وَإِنْ سأَلنِي أَعْطيْتَه، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَّنه”، لذلك كان النبي يوصي كثيراً أصحابه بأن يؤدوا النوافل التي وردت عنهم بقدر المستطاع ولا يكلف نفسه فوق طاقتها فهي من السنن، حيث لا يؤثم العبد إذا تركها وله الأجر والثواب العظيم إذا فعلها، وهذا ما ينص عليه الحديث النبوي الشريف الذي يتمثل كلماته في ما يلي :
- :”كانَ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حَصِيرٌ، وَكانَ يُحَجِّرُهُ مِنَ اللَّيْلِ فيُصَلِّي فِيهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُصَلُّونَ بصَلَاتِهِ، وَيَبْسُطُهُ بالنَّهَارِ، فَثَابُوا ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقالَ: يا أَيُّهَا النَّاسُ علَيْكُم مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا، وإنَّ أَحَبَّ الأعْمَالِ إلى اللهِ ما دُووِمَ عليه، وإنْ قَلَّ. وَكانَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إذَا عَمِلُوا عَمَلًا أَثْبَتُوهُ”.