حكم الإصلاح بين الناس

حكم الإصلاح بين الناس، حث النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على أحد أهم السلوكيات الراقية وهو إصلاح ذات البين، حيث يعتبر إصلاح ذات البين من أكثر الأمور أهمية في المجتمعات المسلمة التي تقوم على اللحمة والألفة والوحدة بين صفوف المسلمين، فمبدأ التخاصم بين المسلمين هو أمر مرفوض دينياً حتى أن تجاوز المسلمين لفترة زمنية معينة من الخصام تؤدي إلى عدم رفع أعمال المتخاصمين الصالحة إلى الله وعدم تسجيل حسناتها إلا في حال عفوا عن بعضهم البعض وأصلحوا الأمر بينهم تحقيقاً لأمر الله تعالى بتوحيد الصفوف ورصها بين المسلمين، حكم الإصلاح بين الناس.

اذكر حكم الإصلاح بَيْنَ النَّاسِ

اذكر حكم الإصلاح بَيْنَ النَّاسِ
اذكر حكم الإصلاح بَيْنَ النَّاسِ

في الآونة الأخيرة وللأسف نجد الكثير من المسلمين قد تناسوا وتجاهلوا أهمية إصلاح ذات البين، فعلى الرغم من معرفتهم بأن حكم الإصلاح بين الناس هو أمر واجب على المسلم الذي يشهد الخصومة، إلا أنهم لا يقومون بواجبهم في إصلاح ذات البين وسد الشق بين الأخوة المسلمين، بل وأحياناً قد نشاهد بأنهم يميلون إلى أحد طرفي الخصام زوراً وبهتناً، ولربما يأتي ذلك من منطلق النفاق والتدليس للجهة الأقوى بطشاً أو لغيرها من الأسباب المادية الأخرى، ويجب ان لا نتناسى بأن كوننا مسلمين فهذا لا يعني بأن الخصومة لا تقوم بين المسلمين، بل على العكس نجد بأن الخصومة قد نشأ بسبب ميل النفس والأهواء والشهوات، فتنشأ المنازعات متناسين وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم برص الصفوف ووحدة المسلمين والبقاء كالجسد الواحد، فنتيجة للشقاق قد يتمزق المجتمع المسلم ويصبح مطمعاً للكافرين فيفترسونه لأنه ضعيف، كما قد تتمزق صلات القرابة والصداقات وتنتهي الألفة والمحبة من القلوب بسبب الخصومات.

على المسلمين أن لا يتجاهلوا ما تمليه عليهم أخوة الإيمان من حقوق وواجبات اتجاه بعضهم البعض، فالمسلمون كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: (مَثَلُ المؤمنين في تَوادِّهِمْ وتراحُمِهِمْ وتعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والـحُمّى)، وهي دعوة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم لمؤازرة إخواننا المسلمين وتوحيد صفوفهم ومنع حدوث الشقاق بينهم، وبأن يسند بعضهم بعضاً، وأن ننهي البغضاء والفرقة من بينهم مهما كانت الأسباب فالهدف الأساسي والسامي هو وحدة الإسلام والمسلمين، وهو أمر غاية في الأهمية بل هو فوق كل الأهواء الدنيوية الفانية، فعلى المسلمين المتخاصمين الاستجابة بشكل فوري لكل دعوات الصلح بينهم، والجلوس من أجل فرض الصلح على جميع الأطراف، لا بل عليهم التغاضي من أجل إعلاء الإسلام عبر الوحدة الإسلامية.

Scroll to Top