الوظيفه التي من اجلها تم انشاء نظام الحسبه، امتدت الدولة الإسلامية على مر العصور وتوالى عليها الحاكم من عهد الخلفاء الراشدين إلى يومنا هذا، ولطالما اهتمت الدولة الإسلامية بالعلوم المدنية والعلوم الدينية التي كانت أساساً للحضارة الإسلامية، فهي من أقوى الحضارات التي مزجت بين العقل والروح في آن واحد، ولطالما تنوعت الاهتمامات التي توجهت إليها الحضارة الإسلامية من علوم دينية وسياسية وثقافية ومعمارية وحتى في مجال الطب والفلك وغيرها، فقدت الحضارة الإسلامية العديد من الإسهامات الكبيرة في مختلف نواحي العلوم التي مازال أثرها خالداً إلى يومنا هذا، حيث سطر هذه الأمجاد عدد من العلماء المسلمين، الوظيفه التي من اجلها تم انشاء نظام الحسبه.
محتويات
الوظيفه التي من اجلها تم انشاء نظام الحسبه
كانت تمارس وظيفة الحسبة إلى جانب وظيفة القاضي، وجاء السبب في ذلك نتيجة للتضخم الحاصل في الدولة الإسلامية وطبيعة الحياة فيها، وهي عبارة عن وظيفية دينية تأتي في إطار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكون القاضي قائم على أمور المسلمين فإن مثل هذه الوظيفة ستكون منوطه به على وجه التحديد، فهي مفروضة عليه بحكم ولايته على الناس، ومع مرور الوقت تعدت الحسبة معناها الأساسي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للتتخطاها إلى واجبات مادية بما يتناسب مع مصلحة الأمة الإسلامية العامة، كما انها تناولت العديد من الأمور الاجتماعية، لتشمل الحفاظ على نظافة الطريق العام والرأفة بالحيوانات، وتغطية الروايا من اجل رعاية الصحة، ومنع المعلمين من ضرب الطلاب ضرباً مبرحاً، ومنع تبرج النساء في الأماكن العامة، أي أن الحسبة بمعنى آخر قد اهتمت بكل ما يتعلق بالمجتمع وبأخلاقه، وذلك من أجل ظهور المجتمع بالمظهر الذي يليق به.
تناولت الحسبة كذلك الأمور الاقتصادية في الدولة الإسلامية، وجاءت تبعاً لتضخم الأعمال التجارية فيها، فكان من أبرز أدوار المحتسب في الحسبة هو منع الغش التجاري في المعاملات والصناعات على حد سواء، والإشراف على صحة ونسبة الموازين والمكاييل، أي أنها عبارة عن وظيفة تمثل الرقابة الأخلاقية على معاملات التجارة في الدولة الإسلامية، فكانت الحسبة عبارة عن تطبيق لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.