اقوال الفلاسفة عن الدال والمدلول، إن اللغةَ قد عَرفت قبل القرن التاسع عشر الدراساتِ اللغويّة التي بحثت في القواعد العامّة للاستعمالات الخاصّة للغة، وبعد ذلك قد جاء الكثير من اللسانياتِ التاريخية بتصورات مُختلفة وجديدة للغة، ومما لا شك فيه أن هُنالك العديد من المُصطلحاتِ التي قد نسمع بها في هذا المجال من اللغةِ ولعل من أهمِ تلك المصطلحات هي الدال والمدلول، والجدير بالذكرِ أن هُنالك العديد من الفلاسفةِ الذين قد تحدثوا عن كلِ من الدال والمدلول بالعديدِ من الأقوالِ المُختلفة والتي كل منها كانت بناء على وجهة نظر ورأي مُعينة، وفي هذا المقال سوف نتعرف وإياكم على اقوال الفلاسفة عن الدال والمدلول.
محتويات
الدال والمدلول في الفلسفة
إن ثنائية الدال والمدلول هي تلك التي قد ظهرت في اللسانيات على يد دي سوسير، حيثُ أنها قد ظهرت تحديداً في كتابهِ علم اللغة العامّ، وهو ذلك الكتاب الذي قد تحول في دراسته للغة من الدراسة التاريخيّة، إلى الدراسة الوصفية، وذلك كونه اعتبر اللغة هي ظاهرة اجتماعية، والجدير بالذكر أن العامل الرئيسي الذي أدى إلى تحوله في دراسةِ اللغة هو اكتشاف اللغة السنسكريتية، وقد أسس العالم دي سوسير نظرية جديدة، والتي أصبحت الركيزة الأساسية للغة، وقد فرق العالم سوسير بين كل من الدال والمدلول، حيثُ أن الدل هو عبارة عن الحرف المكتوب أو البصمة الصوتيّة وذلك في حالِ اعتبار أنّ أصل اللغة أن تكونَ منطوقة، بينما المدلول فهو الصورة الذهنية التي تتشكل عند الإنسان وذلك عندما يتم سماع الحرف أو رؤيته، وبناء على ذلك فإن الكلمات من وجهةِ نظر سوسير هي عبارة عن تركيب يربط بين الدال المدلول، فكلمة شجرة هي الدال، والصورة الذهنيّة التي يتصوّرها العقل للشجرة هي المدلول.
اثبت أن العلاقة بين الدال والمدلول اعتباطية استقصاء بالوضع
اهتم الكثير من الفلاسفةِ في توضيحِ العلاقة بين كل من الدال والمدلول، والجدير بالذكر أن العلاقةَ بينهما هي علاقة ضرورية، حيثُ أنه يكفي أن نسمع الكلمة كي نتمكن من التعرفِ على معناها، وهذا يمثل اتجاه المدرسة اللسانية القديمة، والتي قد كانت في البدايةِ مع الفيلسوف الشهير أفلاطون و عالم اللسانيات الفرنسي إيميل بنفيست، وقد أكد الفيلسوف أفلاطون أن العلاقة بين الدال و المدلول هي علاقة ضرورية، وذلك كون اللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي، وبناء على ذلكِ فإن العلاقة بين الدل والمدلول هي ضرورية وذلك كي تُحاكي فيها الكلمات أصوات الطبيعة، حيثُ أننا بمجرد سماع الكلمة نعرف معناها ودلالتها، ومن أهمِ الأمثلة على توضيح العلاقة بين كل من الدال والمدلول هي:
- كلمة زقزقة مثلاً هي تشير بالضرورة إلى صوت العصفور، وكلمة مواء تشير بالضرورة إلى صوت القطط، وهُنالك العديد من الكلماتِ الأخرى.