هل يجوز الأضحية عن الميت، الأضحية هي ما يذكى به تقرباً إلى الله عز وجل في أيام محددة من السنة القمرية يطلق عليها اسم أيام النحر، وهي التي تأتي في أيام عيد الأضحى، حيث استمد عيد الأضحى اسمه من الأضحية التي يقدمها المسلمون في أيامه، كما أن اسم الأضحية يأتي من كونها تقدم للمولى عز وجل في وقت الضحى بعد أداء صلاة العيد، وهو من وقت شروق الشمس في أول أيام النحر، وهناك أدلة شرعية عديدة على وجوب الأضحية على المقتدرين من المسلمين ومنها قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه (ضَحَّى النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا) وهو حديث متفق عليه، ولكن هل يجوز الأضحية عن الميت، سنجيب عن هذا التساؤل عبر السطور المقبلة بالأدلة أيضاً ونسأل الله عز وجل التوفيق والسداد.
محتويات
هل تجوز الأضحية عن الميت إسلام ويب
إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد ضحى عن نفسه وعن أهل بيته، وهذا يدل على أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يضحى عن أهل بيته الأحياء فقط، فلم يرد عنه أن ضحى عن أهل بيته الأموات كزودته خديجة رضوان الله عليها، ولكن قد ورد في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه سئل سأله أبو بردة بن نيار وقال: (إني ذبحت عن ولدي)، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسأله: هل ولده حي أو ميت، وهذا دليل على أن الذبح عن الأموات جائز ولا بأس به حسب قول الإمام والشيخ ابن باز رحمه الله والله أعلى وأعلم.
هل يجوز الذبح عن روح الميت
الذبح عن الميت هو أمر مشروع في الدين الإسلامي ولكنه يدخل في أبواب الصدقة عن روح الميت، فيمكن أن نقوم بالذبح عن الميت لغايتين، الأولى هي التقرب إلى الله عز وجل بالأضحية لنيل رضاه وأجره، والثانية هي لتقديم الصدقة إلى هذا الميت فهو بأمس الحاجة إلى الحسنات التي تأتيه من هذه الصدقات بعد أن انقطع عمله في الحياة الدنيا، فالأضحية في المحصلة هي أمر مشروع في الشرع الإسلامي بل هي واجبة على من يستطيع أداءها من المسلمين.
إن الأضحية عن الحي هو أمر مؤكد يجب على المسلمين المقتدرين والذي تتوافر فيهم الشروط أن يؤدوها، حيث يتوجب على كل مقتدر بأن يقوم بالنحر وتقديم الأضحية في أيام النحر وهي أيام عيد الأضحى المبارك، وفي الأمر أجر عظيم، ولا ضير في أن يقوم المسلم بالذبح عن الميت ففي الأمر أيضاً صدقة لهذا الميت وسيتقبلها الله عز وجل عنه والله تعالى أعلى وأعلم.