هل يجوز صيام عشر ذي الحجه متفرقه، إن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة لا يقل عن فضل العشر الأواخر من رمضان فكلاها من أيام الله المباركة التي تتنزل فيها الرحمات وتعتق فيها الرقاب من النار وتغفر بها الذنوب والزلات، وتُستجاب فيها الدعوات، وعلى المسلم أن يفعل فيها من العمل الصالح الكثير لأفضليته في هذه الأيام عن سواها، فالمسلم الحق يستثمر في هذه الأيام فيتلو القرآن ويذكر الله كثيراً تسبيحاً وتحميداً وتكبيراً وتهليلاً، ويُقيم الصلوات في جوف الليل، ويصِل الأرحام ويُقبل على الله بنية سليمة وقلب خالص، ومن المستحب صيام الأيام المعلومات، هل يجوز صيام عشر ذي الحجه متفرقه.
محتويات
هل يجوز صيام 9 أيام من ذي الحجة
لقد جاءت تسمية العشر من ذي الحجة بهذا الاسم نسبة إلى اليوم العاشر منها الذي يكمل ويختم العشر أيام بعمل عظيم يتمثل في ذبح الأضاحي، التي تعد أفضل ما يقدمه المسلم لله تعالى في خير الأيام، وإن أحب الأعمال أن تُذبح الأضاحي في يوم النحر -أول أيام عيد الأضحى- كما يجب على المسلم استغلال الأيام المباركة هذه في عمل الطاعات وتأدية العبادات على أتم وجه، ولا ضير من صيام هذه الأيام واستغلالها في الذكر والتكبير ورفع الأكف بالدعاء، والمواظبة على تلاوة آيات القرآن الكريم، وإخراج الصدقات بنية التقرب إلى الله.
يجوز صيام 9 أيام من ذي الحجة، كما يجوز صيام عشر ذي الحجه متفرقه، ولا يُشترط صيامها كلها من أجل نيل الأجر والثواب، بل يصح للمسلم صيام بعض هذه الأيام وترك بعضها فبذلك ينال ثواب الأيام التي قام بصيامها لقوله تعالى : ” إن الله لا يضيع أجر المحسنين” فالصيام يعد من الأعمال الصالحة كغيره من الأعمال التي ينبغي على المسلم الالتزام بها في هذه الأيام، كما ان العمل الصالح لا يقتصر على الصلاة الصدقة والصيام ونحوه، بل يكون العمل الصالح أيضاً بعيادة المرضى، وزيارة الأيتام والأرامل، غرس الأشجار، شق آبار للمياه وغير ذلك الكثير، وذلك لترغيب النبي المسلمين في القيام بالطاعات خلال هذا الموسم، فقد خرج البخاري من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلا خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء”.
فضل صيام 9 أيام من ذي الحجة
يُقال مجازاً صيام العشر من ذي الحجة، لكن الصحيح الثابت عن النبي صيام 9 أيام من ذي الحجة إذ لا يصح ولا يجوز على المسلم الصيام في اليوم العاشر من ذي الحجة باعتباره يوم عيد الأضحى الذي يجب على المسلم أن يبتهج فيه مع عائلته وأهله وأقاربه، من خلال ذبح الأضاحي والأكل من لحومها وتوزيع نصيب منها للفقراء والمساكين والأرامل والأيتام والمحتاجين.
“روي عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم 9 أيام من ذي الحجة وكان يفطر يوم العيد وثلاث أيام التشريق وكان يقول: لا صيام يوم العيد أو في أيام التشريق حتى وصلت إلى حرمة صيام هذه الأيام”، إن صيام 9 أيام من ذي الحجة هو سنة مؤكدة عن النبي، صيامها فيه الأجر والثواب، وتركها لا إثم فيه، لا يكلف الدين الإسلامي نفساً إلا حسب طاقتها ومقدرتها لقوله تعالى : ” لا يُكلّف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت” لذا فإن الأمر متاح أمام المسلم بصيام هذه الأيام وكسب الثواب أو ترك ذلك أما يوم عيد الأضحى يكون صيامه حرام شرعاً وذلك لما ورد عن الصحابة : “نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام خمس أيام وهي يوم عيد الفطر ويوم الأضحى وثلاث أيام التشريق”.
إن فضل صيام 9 أيام ذي الحجة ينبع من أفضلية العمل الصالح في هذه الأيام، حيث يكون العمل الصالح في هذه الأيام الأحب والأفضل عند الله تعالى على باقي الأيام، لذا يعد هذا موسم من مواسم الخير التي يجب علينا استغلالها والاستثمار فيها مع الله تعالى لكسب الأجر والثواب.
هل يجوز صيام عشر ذي الحجه متفرقه، إن صيام 9 أيام من ذي الحجة سنة مؤكدة عن النبي ولا ضير من صيامها متفرقة أو مجتمعة حسب مقدرة المسلم واستطاعته، ولا إثم في عدم صيام كافة الأيام العشر.