مقال عبد الناصر سلامة عن سد النهضة، على مدار العقد الماضي، راقب المراقبون بقلق ازدياد التوترات بين مصر وإثيوبيا بشأن بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير على نهر النيل الأزرق، وهدد السياسيون المصريون علنًا بالحرب للدفاع عما يرون أنه مصلحتهم الوجودية، وحق مصر في استخدام معظم مياه النيل، حيث أن أكثر من 80% من المياه التي تصل مصر تأتي من إثيوبيا، ولقد قيل أن مصر كانت تشجع الحركات الانفصالية في إثيوبيا لإضعاف حكومة إثيوبيا وتثبيط المشروع، ولطالما دافعت مصر عن حقها، بموجب اتفاقيات الحقبة الاستعمارية، في منع تسعة من دول المنبع (بما في ذلك كينيا وأوغندا وإثيوبيا) من استخدام مياه النيل، ولكنها لديها اتفاقية منفصلة مع السودان، وسيتمحور مقالنا هنا حول ما جاء في مقال عبد الناصر سلامة عن سد النهضة تحت عنوان (افعلها يا ريس) والذي أثار جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.
محتويات
مقال عبد الناصر سلامة سد النهضة
استعرض مقال عبد الناصر سلامة عن سد النهضة الذي اتهم فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالانهزام أمام أثيوبيا في مشكلة سد النهضة القائمة بين البلدين، الأحداث المتتالية التي حدثت لاحقا في عدة نقاط ومنها:
- عادت فكرة المشروع إلى الظهور بقوة مرة أخرى في عام 2010، بينما بدأ التنفيذ الفعلي في عام 2011 بناءً على توصيات إسرائيلية تؤكد حدوث تغييرات كبيرة في مصر خلال ذلك العام.
- مع أحداث يناير 2011 في مصر، وعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة على وجه التحديد، بدأت إثيوبيا في إعداد الأرضية للمشروع، وتواصلت مع مكاتب الخبرة الدولية في هذا الصدد، دون أي استجابة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
- لم تجد إثيوبيا في ذلك الوقت أي تمويل من أي نوع للسد، بخلاف فتح باب الاكتتاب الداخلي من مواطنيها، وإجبار البنوك المحلية على المساهمة بالقروض بفوائد ميسرة، ثم فتح باب الاكتتاب من الإسرائيليين، وتم نشر الإعلانات في الصحف الإسرائيلية وفي الشوارع في تل أبيب وأماكن أخرى تحت عنوان (معًا ضد مصر)، وبذلك يصبح إجمالي الأموال التي جمعتها إثيوبيا على مدار السنوات الثلاث أقل بقليل من مليار دولار، وهو ما لا يكفي لإنشاء مشروع بحجم سد النهضة يحتاج على أقل تقدير خمسة مليارات دولار.
- في 6/3/2013 ترأس الرئيس الأسبق محمد مرسي جلسة حوار وطني دعا إليها مختلف الأحزاب والقوى السياسية والأزهر والكنيسة لبحث تأثير السد على مصر.
- في 23 أبريل 2014، في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور، صدر قرار مفاجئ من الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والبنك الدولي، بتعليق تمويل السد الإثيوبي، معتبرين أن مثل هذا الاستثمار غير آمن بسبب الخلافات، مع دولتي المصب وهما مصر والسودان، وتم تجميد قروض دولية بقيمة 3.7 مليار دولار.
- مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المصرية، كانت هناك اتصالات سعودية ـ إماراتية مع إثيوبيا، التي كانت على رأس الاتحاد الأفريقي طوال عام 2013، لرفع العقوبات عن مصر وإعادة عضويتها في الاتحاد الأفريقي، وهنا كانت بداية سلسلة من التنازلات والمؤامرات في نفس الوقت.
- بمجرد توقيع السيسي على إعلان المبادئ، بدأ على الفور العمل محليًا على ثلاثة محاور، وهي تبطين القناة وتحلية مياه البحر وتنقية مياه الصرف الصحي، من خلال مشاريع متعددة وعملاقة ومكلفة للغاية.
- وجود إسرائيل كطرف في هذه الحالة منذ نشأتها، يجعلنا نفكر في الاختيار التآمري لموقع السد، حيث أشارت العديد من الدراسات إلى احتمال انهيار السد في هذا الموقع بمجرد اكتمال عملية الملء، أو ربما قبل ذلك نتيجة أي زلزال قادم، بالإضافة إلى العديد من العيوب الفنية في التصميم والبناء.
- رغم وجود دعم شعبي مصري وزخم غير مسبوق لأي عملية عسكرية تهدف إلى تدمير السد، تقديراً للخطر الذي قد يشكله هذا الوضع على الأجيال القادمة، والوجود المصري بشكل عام، إلا أن الشارع كان مشغولاً بمشتتات مبرمجة.
- كانت الرئيسة الأثيوبية سهلي وورك زودي أذكى من أي شخص آخر عندما صرحت على الفور أن رسالة السيسي من قناة السويس (مياه النيل خط أحمر، ومن يريد أن يحاول فليحاول) فرسالتها لم تكن موجهة لإثيوبيا، بل كانت موجهة للشعب المصري.
لقد قال عبد الناصر سلامة أثناء تقديمه لمقاله: “يجب أن ننظر في هذه التواريخ بعناية ، حتى نتمكن من فهم ما حدث خلال السنوات السبع الماضية، وأضاف كما يجب أن نضع نصب أعيننا العامين السابقين لتلك الأحداث ، وتحديداً منذ أحداث 25 يناير 2011 في مصر.