ماذا يعني الرجال قوامون على النساء، قال الله عز وجل في كتابه العزيز: ” الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنتفقوا من اموالهم ” صدق الله العظيم، الغسلام شرف وكرّم المرأة في كثير من الأمور خصوصاً عندما كلف الرجل بالقوامة على المرأة، فالإسلام راعى في ذلك طبيعة المرأة والاختلاف عن الرجل في التكوين النفسي والقدرة الجسدية، حيث كلف كل منهما بالمسؤوليات والواجبات التي تناسب طبيعته وتناسب فطرتهم التي فطر كل منهم عليها، وفي مقالنا سنتعرف على مفهوم القوامة وضوابطها وأحكامها وماذا يعني الرجال قوامون على النساء، وسبب نزول تلك الآية القرآنية.
محتويات
مفهوم القوامة
القوامة لغة: من قام على الشئ، بمعنى حافظ عليه وراعى مصالحه، أما القوامة الزوجية: هي ولاية تفويض للزوج حتى يقوم بمصالح زوجته بالإنفاق والتدبير وغير ذلك، حيث يحاسب عليه الزوج لذا قصر أمام الله لأنها تكليف له من الله عز وجل، لذلك أمر الله الزوج برعاية زوجته بعد ارتباطهم بعقد زواج شرعي ووصفه الله تعالى بالميثاق الغليظ كما قال عز وجل في القرآن الكريم في سورة النساء: ” وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم الى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً “، لذلك مهمة رعاية الأسرة وإدارة شؤونها المالية وغيرها كانت تكليفاً ليست تشريفاً للرجل فقد نجد بعض الزوجات تتفوق على الزوج في العلم والدين والعمل والراي السديد وغيرها من الأمور، أما ضوابط قوامة الرجل على المرأة وتعني حقوق المرأة على زوجها تتمثل في:
- بداية يقدم الرجل المهر الى المرأة و هو المال الواجب على الرجل للمرأة رغبة للزواج لتوثيق الزواج منها وبيان صدق الرجل، وهو واجب في الإسلام كما قال تعالى: ” وأتوا النساء صدقاتهن نحلة”.
- معاشرة الزوج لزوجته بالمعروف والخير في جميع جوانب الحياة الزوجية، حيث يجب على الزوج أن يكون حسناً في ألفاظه ولا يحمل الزوجة ما لا تستطيع وفوق طاقتها وعم استخدام أسلوب الأمر للزوجة، فلا يكون فظاً عابساً كما قال تعالى: ” وعاشروهن بالمعروف”.
- المبيت عند الزوجة وفي حالة تعدد الزوجات على الزوج أن يعدل بينهن ويقسم لياليه بالمبيت عند كل زوجة.
- يجب على الزوج أن ينفق على زوجته بمجرد إتمام عقد النكاح كما قال تعالى:” لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله”.
أسباب القوامة
ساوي الإسلام بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات كما قال تعالى : ” ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة”، ولكن كلف الله الرجل بالقوامة على المرأة للأسباب التالية:
- أمر الله الرجل بتقديم المهر للمرأة وأوجب أن ينفق عليها وذلك تكريماً وتشريفاً من الله عز وجل للمرأة.
- من صفات الرجل أنه معتدلاً في عاطفته، ذو بنية قوية، يمتلك مقزمات جسدية يجعله قادراً على تحمل الأمور الشاقة، لذلك فضله الله بالعزم على المرأة ومظاهر ذلك النبوة والإمامة والقضاء و الجهاد وإقامة الآذان والشعائر وجعل الطلاق في يد الرجل والشهادة في أمور الحدود عند ارتكاب المعاصي ومخالفة القوانين، والنصيب في الميراث.
تفسير آية الرجال قوامون على النساء
” الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم” صدق الله العظيم، خلق الله الرجل مختلفاً في قدراته الجسدية والنفسية عن المرأة، لذلك حدد الله المسؤولية لكل منهما حيث كلف الرجل بمهمة إدارة الأسرة في كافة الامور المالية وغيرها ورعاية زوجته وتحمل النفقة عليها وعلى أبنائه حيث كان المقصود من قوله تعالى: ” وللرجال عليهن درجة” هو عدم تفضيل الرجل على المرأة ولكن عليه أن ينفق على زوجته، كل ذلك للحفاظ على استمرارية الزواج وحفظاً من المشاكل والفوضى، فالقوامة للرجل لأنه أقدر على التحمل وأن المرأة ضعيفة بسبب أمور الحمل والولادة والحيض والنفاس ولتقوم بدورها من واجبات الأمومة والتربية بأفضل شكل، ومع ذلك زودها الله بقدرات تميزت بها عن الرجل من القدرة على السهر والقدرة على الحمل والصبر والقدرة على تحمل الأوجاع، فالقوامة ليست تشريفاً للرجل أو انتقاص من قيمة ومنزلة المرأة ولكن لأن الرجل يتمتع بالقوة الجسدية وعاطفته تكون متزنة فيحكم عقله بينما المرأة تحكم عاطفتها في الامور، والسبب الآخر لأن الرجل مكلف بالإنفاق على أسرته،لذلك كان الرجل قوام على المرأة.
تفسير آية الرجال قوامون على النساء الشعراوي
إن الكثير من الناس يفهم كلمة قوامون على أنه تميز وتعظيم لقدر الرجل عن المرأة، وهذا عكس المراد من تفسير الآية، حيث أكمل فضيلة الشيخ الشعراوى أن معنى كلمة القوامة أى القائم بجميع الأعمال، ويعنى هذا أن الآية الكريمة تؤكد على الرجال تعزيز وتكريم المرأة وتلبية جميع طلباتها قائلاً: “يعنى مش سى السيد لا يعنى الرجال خادم لزوجته”،وأوضح الشعراوي أن المرأة مكرمة فى الإسلام بتأكيد من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ولذا وجب على الجميع تصحيح المفاهيم المغلوطة عن حق المرأة فى الإسلام، وكذلك فى المعاملة بين الرجل والمرأة.
سبب نزول آية الرجال قوامون على النساء
سبب نزول الآية حسب الروايات أنها نزلت في سعد بن الربيع وهو من النقباء من الأنصار مع زوجته حبيبة بنت زيد، حيث قام سعد بلطم زوجته بعد أن نشزت، فذهب ابوها الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال: أفرشته كريمتي فلطمها، فقال النبي: ” لتقتص من زوجها”، فرجعت مع أبيها لتقتص من زوجها، فبعث الله الملك جبريل الى الرسول قال النبي:” ارجعوا هذا جبريل أتاني”، حيث أنزل الله وقتها الآية ” الرجال قوامون على النساء”، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” أردنا أمراً، وأراد الله أمراً، والذي أراد الله خير “، ثم رفع ذلك القصاص.
متى تسقط قوامة الرجل
أحكام الإسلام واضحة فإنزل الله أوامره وأنزل حكم من يخالف التعاليم الشرعية، فإذا امتنع الرجل عن القوامة من النفقة على زوجته ذلك يعطي الحق للمرأة في طلب فسخ عقد النكاح عن طريق القضاء، لكن يتراود سؤالاً أنه هل يصح للزوجة القوامة في عقد الزواج؟ لا يجوز ذلك ولا صحة له لأن الله كلف الرجل بالقوامة على المرأة بالنص القرآني، فالعقل لا يتصور أن تكون الزوجة هي المسؤولة عن النفقة على زوجها او حمايته هذا خلاف فطرة المرأة وطبيعتها، ولكن بعض النساء تطلب أن تكون العصمة بيدها وهي قدرتها على تطليق نفسها متى تريد اختلف في ذلك اهل العلم حيث الحنابلة قالوا جائز، أما الحنفية والشافعية والمالكية والظاهرية قالوا عد جواز ذلك لأن العصمة من القوامة.