اول من كسا الكعبه، يتم استبدال كسوة الكعبة في مكة المكرمة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وذلك على خطى النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وقد ورد أنه بعد فتح مكة في السنة التاسعة الهجرية، غطى الرسول الكعبة بملابس يمنية وأدى حجة الوداع، كما يتم استبدال الكسوة مرة واحدة في السنة أثناء الحج بعد ذهاب الحجاج إلى جبل عرفات، تمهيدا لاستقبال المصلين في صباح اليوم التالي الذي يصادف عيد الأضحى، وسنتعرف هنا على من هو اول من كسا الكعبه.
محتويات
من هو اول من كسا الكعبه
قامت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين برفع الجزء السفلي من الكسوة بحوالي 3 أمتار وغطت المنطقة المرتفعة بنسيج قطني أبيض (بعرض مترين تقريبًا من الجوانب الأربعة)، وقد صممت هذه الخطوة كإجراء احترازي للمحافظة على نظافة الكسوة وسلامتها ومنع العبث بها، حيث شهدت ألوان أغطية الكعبة تغيرات منتظمة عبر العصور، فغطاها النبي محمد بقطعة قماش يمنية مخططة باللونين الأبيض والأحمر، وغطاها أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان بالأبيض، بينما غطاها ابن الزبير بالديباج الأحمر، وفي العصر العباسي كانت مغطاة باللون الأبيض ومرة باللون الأحمر، في حين غطاها السلطان السلجوقي بقماش الديباج الأصفر، وقام الخليفة الناصر العباسي (المتوفى في العام 622هـ) بتغيير لون الكسوة إلى اللون الأخضر ثم إلى الديباج الأسود، وظل هذا لونه حتى يومنا هذا.
وعن سبب تغير الألوان على مر العصور، قيل بأن اللون الأبيض هو ألمع الألوان، لكنه لم يكن يدوم طويلاً، فغالبًا ما تمزق واتسخ، كلما لمسه الحجاج، ولأنه لم يكن عمليًا أو طويل الأمد، فقد تم استبداله بالديباج الأسود والأبيض، والذي كان يستخدم لتغطية الخيام العربية، وكانت الكعبة تغطى بالأبيض مرة ومرة باللون الأحمر، ومرة باللون الأسود، وكان اختيار اللون يعتمد على الإمكانيات المالية في كل عصر، حيث تم جلب قماش القباطي من مصر وكان من أفضل أنواع الأقمشة المستخدمة في تغطية الكعبة المشرفة، وكانت الكسوة اليمنية أيضًا من الملابس عالية الجودة والأكثر شهرة في ذلك الوقت، ويتم تغيير الكسوة من وقت لآخر كلما كان القماش متاحًا، فكان هذا هو الحال في عصور الخلافاء الراشدين والأمويين والعباسيين، حيث تم اختيار الأسود أخيرًا في نهاية العصر العباسي لأنه كان دائمًا يتحمل لمسه من قبل الزوار والحجاج والأشخاص من ثقافات مختلفة من جميع أنحاء العالم دون أن يتسخ.