اول مولود في الاسلام بعد الهجرة، كان ليس من السهل على كفار قريش استيعاب دين جديد رغم أنه كان متنبأ لظهور دبن جديد، ونبي جديد اسمه محمد، ولكن كان رفضهم لهذا الدين ولهذا النبي قبل ظهوره، حيث جاء الدين الإسلامي منزل من الله عز وجل على سيدنا محمد بواسطة النبي جبريل واستمرت الدعوة للدين الإسلامي لما يقارب الثلاث سنوات بسرية، وبعد ثلاث سنوات تم إعلان هذا الدين، وكان يعلم الرسول الكريم انه سوف يحاربه الكفار بكل ما يملكون من قوة وامكانيات وإثارة الفتن، حتى يقضوا على دين الإسلام والنبي محمد، فقد أمر الله تعالى نبيه والمسلمين معه الي الهجرة من مكة الى المدينة برحلة طويلة وشاقة، لذا سوف نتناول هنا اول مولود في الاسلام بعد الهجرة.
محتويات
اول مولود بالاسلام بعد الهجرة
أمر الله تعالي نبيه الكريم والمسلمين معه الي الهجرة من مكة الي المدينة، حيث كان بطش قريش قد زاد على المسلمين الضعفاء فأراد الله لهم تكوين قوة وحصن متين لهم ويعدو لقريش والكفار قوة لكي يتمكنوا من نشر الدين الإسلامي والدعوة الإسلامية، وهذه لم تكن الهجرة الوحيدة حيث هاجر بعض المسلمين الي الحبشة يستنجدون بملك الحبشة من بطش قريش، حيث كانت هجرة النبي والمسلمين الي مكة هجرة متعبة وشاقة كثيرا، حيث كانت أسماء بنت أبي بكر، حامل أثناء هذه الهجرة، وعند وصول القوافل الي المدينة وحط بالمدينة جاءها المخاض لأسماء بنت أبي بكر ووضعت مولودها وهو عبد الله بن الزبير، واستبشر به الصحابي خير، حيث نشأ وترعرع على الدين الإسلامي وكان بطلا مغوار وصحبي جليل، وكانت خالته عائشة زوجة النبي تحبه كثيرا حيث كان يطلق عليها أم عبدالله وذلك لأنها لم تنجب فسمي باسمها.
اول مولود بعد الهجرة
جاء ألم الولادة لأسماء بنت أبي بكر بعد وقت قصير من وصول قوافل المهاجرين من مكة الى المدينة المنورة، حيث كانت رحلة شاقة ومؤلمة، وكان الكفار يلاحقون قوافل المسلمين أثناء الهجرة، وجاء حديث أسماء -رضي الله عنها- عن مشهد ولادة ابنها عبد الله بن الزبير تقول أسماء: (فخرجت وأنا متم، فأتيت المدينة فنزلت بقباء، فولدته بقباء، ثمّ أتيت به النبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم فوضعته في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها، ثمّ تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثمّ حنكه بتمرة، ثمّ دعا له وبرك عليه، وكان أول مولودٍ في الإسلام)، وجاءت روايةٍ أخرى نقل فيها أنّ النبيّ -عليه السّلام- هو الذي سمّاه عبد الله، ففي صحيح مسلم: (فأخذه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منها فوضعه في حِجرِه، ثم دعا بتمرةٍ، قال قالت عائشةُ: فمكثْنا ساعةً نلتمِسُها قبل أن نجدَها، فمضغَها، ثم بصقَها في فيه، فإنَّ أولَ شيءٍ دخل بطنَه لَرِيقُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم قالت أسماءُ: ثم مسحَه وصلَّى عليه وسمَّاه عبدَ اللهِ، ثم جاء، وهو ابنُ سبعِ سنينَ أو ثمانٍ، ليبايعَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأمره بذلك الزبيرُ، فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين رآه مُقبلًا إليه، ثم بايعَه).
عند وصول المسلمين وخروجهم من مكة الى المدينة، حيث كان أهل المدينة منتظرون قوافل المسلمين القادمة حيث استقبلوهم بالأناشيد والفرح والسرور، وأمر الرسول مشاركة ومقاسمة النصارى والمهاجرين بكل ما يملكون وخاوة بينهم ورحب أهل المدينة بذلك، وتم بناء مسجد فور وصول النبي الي المدينة، لذا تناولنا هنا اول مولود في الاسلام بعد الهجرة.