هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة التهجد، وفي ظِل تِلك الأيام المُباركة، وهي العشر الأواخر من شهر رمضان المُبارك، يتراود على أذهان المسلمين العديد من الأسئلة في ما يخص موضوع التهجد، لاسيما أنها الصلاة التي يقوم بِها المسلمين في الليالي العشر من الثلث الأخير لشهر رمضان المُبارك، لِذا يُجدر بنا التوصل إلى الإجابات الأكثر دقة بحيثُ تكون صحيحة، وفي مقالنا سوف نتعرف حول هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة التهجد، وأهم المعلومات عن صلاة التهجد.
محتويات
هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة التهجد
وِفق ما أفتى بِه عُلماء الفقه والشريعة الإسلامية أنه من المُحبب والافضل أن يكون قراءة القرآن في صلاة التهجد جهرياً إذ أن السبب في ذلِك يعود إلى أن القراءة الجهرية تطرد الشيطان، كما وتُبعِد النعاس وتنُشط المسلم، كما أن المستمع ينتفع من تِلك القراءة، إذاً من الأفضل أن يكون قراءة القرآن في صلاة التهجد جهرياً، وفيما يخص هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة التهجد، إذ أنه لا حرج في ذلك على المصلي، ولكن إذا كان عنده أشخاص نائمون ولا يُريد أن يشغلهم فعليه أن يُخفض صوته، وقد قال مركز الأزهر العالمي للفتوى:”أما قراءةُ المُصَلِّي من المصحف، فقد اختلف الفقهاء فيها؛ فذهب الشافعية، والحنابلة – في المعتمد- إلىٰ جواز القراءة من المصحف في الصلاة سواء كانت الصلاة فرضًا أم نفلًا، وقد استدلُّوا بما ورد أن أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها: «كان يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِن المُصْحَفِ» رواه البخاريُّ مُعَلَّقًا بصيغة الجَزم”.
وفي سياق الحديث فإن الأفضلَ والأَولَىٰ للمصلِّي أن يقرأ القرآن من حفظه؛ فقد امتدح الله ﷻ المؤمنين بحفظهم لكتابه الكريم، فقال تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ… ، ولأن السُّنة المحفوظة عن النبي ﷺ وأصحابه القراءة عن ظهر قلب، فإن عجز عن ذلك، وكانت القراءةُ طويلة كما في صلاة القيام؛ فعندئذٍ يجوز له القراءةُ من المصحف، ولا حرج عليه في ذلك.
شاهد أيضاً: حكم التهنئة بدخول العشر الأواخر من رمضان
ما السور التي تقرأ في صلاة التهجد
كان النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم يقوم بشِكل إعتيادي على قراءة الفاتحة في الركعة الأولى، ثم يقرأ سورة الكافروني، بعد قراءة الفاتحة في الركعة الثانية، أقرأ سورة الإخلاص، وعلى ذلك فإن على كُل مسلم أن يلتزم بما ورد عن النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم وما كان يقوم بِه في تِلك الايام المُباركة، وذلك حتى ينال كامل الأجر بإذن الله عز وجل، مما لا شك من ذِكره بأن المسلمين يتسارعون في تِلك الأيام الفضيل لكسب الأجر، من خلال الإكثار من فِعل الطاعات والأعمال الصالحة والعبادات، بجانب قراءة القرآن وكثرة الدعاء، إذ أنه في تِلك الأيام يكون الأجر مُضاعف كما ان الدعاء فيها مُستجاب بإذنه.
شاهد أيضاً: هل صلاة التهجد في البيت افضل من المسجد
أفضل الادعية في صلاة التهجد
لاسيمّا بأن الدعاء في تِلك الأيام الفضيلة وهي العشر الاواخر من شهر رمضان الفضيل، يكون فيه مُستجاب بإذن الله تعالى، لِذا نِجد المسلمين يُكثرون من الأدعية والأعمال الصالحة والطاعات، وذلك لنيل الأجر والتقرب من الله عز وجل، ونُقدم لكم أفضل الادعية في صلاة التهجد، والتي هي:
- اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ».
- اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا»، فقد أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن بريدة قال: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: “يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”.
- «ربنا لك الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد».
- “اللهمَّ قاتلِ الكفرةَ الذين يَصدُّونَ عن سَبيلِك، ويُكذِّبون رُسلَك، ولا يُؤمِنون بوعدِك، وخالِفْ بين كلمتِهم، وألْقِ في قلوبِهم الرُّعبَ، وألْقِ عليهم رِجزَك وعذابَك، اللهمَّ إيَّاك نَعبُدُ، ولك نُصلِّي ونَسجُد، وإليكَ نَسعَى ونَحفِد، ونرجو رحمتَك ربَّنا، ونخاف عذابَك الجِدَّ؛ إنَّ عذابَك لِمَن عاديتَ مُلحِق”.
- “اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب”.
توصلنا إلى ختام مقالنا والذي ذكرنا فيه الحكم حول هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة التهجد، بالإضافة إلى السور التي تُقرأ في صلاة التهجد كما تواتر إليها عن النبي صلى الله عليه وسلم.