الجنة هي المكان الذي يقيم فيه العبد المؤمن ويتمتع في نعيمها لا ينالها إلا من أقام حدود الله، الجنة دار الخلود التي لا تعب فيها ولا شقاء ولا عناء، هي الأمان والراحة بعد شقاء وتعب الدنيا فيها أعد الله لعباده المؤمنين المخلصين ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فيها أنهار من اللبن ومن الفواكه ما تشتهي الأنفس ومن الحواري ما تسُر العين والقلب، الجنة لمن كان ظاهره كَسرائره ولمن عَلِم أن الشيطان يؤدي إلى طُرق الهلاك فتعفف وترك جمال الدنيا الزائل والتفت لعبادة ربه وامتثل لأوامره وتجنب وابتعد عن نواهيه الجنة لمن جعل الدنيا محطة عبور يتزود فيها لطريق بعيد ولكن في نهاية الطريق راحة بعدها لا يوجد تعب أبدا، الجنة هي المكان الذي هيئه الله عز وجل لعباده المتعبين لشرائعه والمتخذين القرآن الكريم منهج لهم ومن كانت السنة نبوية مرجعه ونتيجة لاتباع أوامر الله عزوجل قال في وصف بعض من نعيم الجنة المجهزة لعباده المؤمنين المخلصين في كتابه العزيز : ” وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا”.
محتويات
أعمال تدخل صاحبها الجنة
ولأن الجنة دار خلود وفيها يجد الإنسان جميع الملذات التي كان يسعى الإنسان طلباً لها في الدنيا وضع الله سبحانه وتعالى بعض الشروط التي إن عمل بها الإنسان وأخلص نيته في العمل أدخله الله جناته ومن تلك الأعمال ترك متاع الدنيا وأن يُذَكِر الإنسان نفس دائماً أن الدنيا زائلة وما هيا إلا اختبار يأخذ منها الإنسان أجر ما صبر وأجر ما قدم من عمل من خير وفي السطور القادمة نذكر لكم بعض الأعمال التي تُدخل صاحبها الجنة إن شاءالله:
- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فهي من أهم وأول الركائز الأساسية لباقي الأعمال، كما يجب على المسلم نطقها بقلبه لأن فيها استسلام لأوامر الله عز وجل.
- بر الوالدين فبر الوالدين واجب على كل مسلم كما أن الله عز وجل ربط طاعة الوالدين بطاعته سبحانه وتعالى وذلك للتأكيد على أهمية مكانة الوالدين في الإسلام.
- إقامة الفرائض الخمسة للإسلام أوجزها نبينا محمد صلوات الله عليه في حديثه ن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: “قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار؟ قال: لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِع }حتى بلغ ﴿ يَعْمَلُونَ ﴾ ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه، وقال: كفّ عليك هذا، قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم”.
صفات أهل الجنة
يأمل كل إنسان في هذه الدنيا على أن ينال درجة الرضا من الله عز وجل وأن يكون من عباده المخلصين حتى يدخل الجنة، ولكن أهل الجنة لا يصلون إلى تلك المنزلة بسهولة فهم يمرون باختبارات عديدة البعض منها يكون شديد وقوي والبعض منها يكون بسيط وخفيف وعلى المسلم أن يرضى بما قسمه الله سبحانه وتعالى له، نعيم الجنة كما ذكرنا سابقاً لا يُعَد ولا يُحصى ويستحق منا التعب والعناء والرضى بأقدار الله عز وجل، ما هي تلك الصفات التي يجب علينا أن نتحلى بها لنصبح من أهل الجنة؟ سنذكر لكم بعض تلك الصفات:
- الصبر على الإبتلاءات كل إنسان فينا مُعرَض لابتلاءات كثيرة طيلة حياته ومن الواجب علة كل مسلم موحد بالله سبحانه وتعالى أن يصبر ويحتسب ولا يتذمر حتى ينال الجنة.
- أن يبتعد المسلم عن الكذب والرياء والتكبر وأن يكون متواضعاً صاحب أخلاق رفيعة وعالية.
- إفشاء السلام لكي يعلم المسلمون ما هي الصفات التي تدخلهم الجنة لا بد من إفشاء السلام حتى يكون هناك ألفة بين القلوب.
ما هو طعام اهل الجنة
من المتعارف عليه أن من أساسيات الطعام ومن المحبب إلى قلب الإنسان في الدنيا من الأطعمة هيا اللحوم والثمار، ودوماً ما يسعى الإنسان لأن تصبح متوفرة في بيته في الكثير من الأحيان لكن لحوم الجنة ليست كأي لحوم ولا ثمارها كثمار الدنيا، في الجنة أنواعاً كثير من اللحوم والفاكهة والثمار التي لا حصر ولا عدد لها وجعل الله سبحانه وتعالى لكل نوع من الفاكهة زوجين لقوله سبحانه وتعالى: “فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ” والمعروف في الجنة كما وصفها الله سبحانه وتعالى اليُسر والسهولة في الحصول على الفاكهة والثمار ليس كحال الدنيا تحتاج إلى توفير عمل وجهد وتعب لتحصل على المال لتتمكن من شراء ما تشتهي من فاكهة فالجنة عكس ذلك تماماً في الجنة تدنو الثمار من صاحبها متى ما اشتهاها ليقطفها بأي طريقة هو جالس عليها إذا كان متكئاً أو واقفاً أو جالساً فهو لا يُبذل أي جهد للحصول عليها وقال الله في كتابه العزيز عن هذا الأمر: “وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلً”، في الجنة لا يخشى الإنسان قلة الطعام أو شُحِه فكل شيء موجود ومتوفر في كل وقت شاء فأكلها ونعيمها دائم لا يزول لقوله سبحانه وتعالى: “أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا” تأتي هذه الآية لطمئنة العبد المؤمن أن كل شيء في الجنة باقٍ لا زوال له.
يجب علينا أخي المسلم أن نطلب رضا الله في كل وقت وحين وأن نبذل قصارى جهدنا لننال الجنة التي كتبها الله لعباده المؤمنين وأن نكون من الفائزين بإذن الله عزوجل ولا يتم ذلك إلا باتباع أوامر الله عز وجل واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والابتعاد عن ما نهانا عنه سبحانه وتعالى.