هناك معاني كثيرة للهجرة ولكن معناها في الاصطلاح الشرعي : هي أن ينتقل الإنسان من دار الحرب والمعارك إلى دار السلام والأمن لكي يَقي الإنسان نفسه من الفتن والظلم، ولتوضيح المعنى أكثر من ذلك نرى أن هجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة كانت لتلك الأسباب، جاء الوحي إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأوصل له الإذن الإلهي بالهجرة فذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبو بكر رضي الله عنه وأبلغه ببداية رحلته للهجرة من مكة إلى المدينة المنورة وقال: “إنِّي قدْ أُذِنَ لي في الخُرُوجِ فقالَ أبو بَكْرٍ: الصَّحابَةُ بأَبِي أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ قالَ أبو بَكْرٍ: فَخُذْ -بأَبِي أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ- إحْدَى راحِلَتَيَّ هاتَيْنِ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بالثَّمَنِ” معنى الحديث أن أبو بكر رضي الله عنه طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأذن له بمرافقته في طريق الهجرة فأجابه صلى الله عليه وسلم بالقبول فأصبح أبو بكر رفيق رسول الله في الهجرة وأثناء مغادرة مكة المكرمة تحركت عاطفة الحب للوطن في النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “ما أطيبَكِ مِن بلدةٍ وأحَبَّك إليَّ ولولا أنَّ قومي أخرَجوني منكِ ما سكَنْتُ غيرَكِ” ثم بدأت رحلة النبي إلى المدينة المنورة وفي أثناء السير كان أبو بكر يمشي ساعة خلف النبي وساعة أماه من شدة محبته وخوفه على النبي، وعند وصولهم غار ثور دخل أبو بكر قبل النبي صلى الله عليه وسلم ليتفقد الغارويتأكد أنه آمن ثم دخل النبي ومكث مع أبي بكر في الغار.
محتويات
أسباب هجرة النبي إلى المدينة
عاش المسلمون بظروف قاسية دفعتهم للتفكير بالهجرة من مكة إلى المدينة المنورة حتى يتمكنوا من الحفاظ على الدين الإسلامي وليقيموا دولة الإسلام فيها ومن أهم تلك الأسباب :
- فُرضت الهجرة على الأنبياء حتى تصل الدعوة إلى أبعد الأماكن في العالم وحمايتها من ظلم وبطش الكافرين، ولم يكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو المهاجرين والتاركين لوطنه بل سبقه العديد من الأنباء وهاجروا منهم سيدنا نوح وموسى وإبراهيم عليهم السلام.
- ايذاء المشركين للمؤمنين بشكل كبير وشديد.
- حصار قريش للمسلمين، تآمر كفار قريش على بني هاشم وقاموا بكتابة صحيفة مقطاعة و وضعوها في جوف الكعبة كان فحواها أن لا نزوجهم ولا نتزوج منهم ولا نبيعهم ولا نبتاع منهم، وقاموا بمنع الطعام عن المسلمون حتى أكل المسلمون أوراق الشجر.
- استعدادات كفار قريش لقتل النبي صلى الله عليه وسلم، بعدما هاجر المسلمين إلى المدينة وبقي النبي مع عدد قليل من المسلمين في مكة بدأ الكفار يجهزون الخطط للتخلص من النبي صلى الله عليه وسلم.
- كانت المدينة المنورة من أنسب وأصلح المناطق التي من الممكن أن تكون المركز الرئيسي لنشر الدعوة الإسلامية يعود ذلك لتوفر الاستقرار فيها وتشابه اللغة والعادات والتقاليد، كما أن الأوضاع في المدينة كانت تتقبل الإسلام وبدأ ذلك جلياً من خلال استقبال الأنصار للدين وكل من أتى مُهاجر، والاستعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل الله ولعلو شأن الدين الإسلامي.
اول مولود في الاسلام من الانصار بعد الهجرة
النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد الأنصاري الخزرجي وكنيته أو عبدالله هو أو مولود في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة وهو أحد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وُلِد بعد أربعة عشر شهراً من الهجرة فجاءت به أمه تحمله إلى النبي فبشرها صلى الله عليه وسلم أن سيعيش حميداً ويُقتل شهيداً وسيدخل الجنة.