من هو المهلب بن أبي صفرة، هناك العديد من الشخصيات التي تم ذكرها في التاريخ والتي خُلدت ذكراهم بأجمل الأفعال، كثيراً من الشخصيات المسلمة الذين سطروا بدمائهم صفحات تاريخ العز الإسلامي، وقيل فيهم الكثير من الكلام والأشعار وكان يُضرب فيهم المثل، البطل الإسلامي المهلب بن أبي صفرة إحدى أبطال الإسلام الذين لمع صيتهم من بعد انتشار الاسلام، وقد تكلم عنه التاريخ بالكثير من الإفتراءات والكلام الذي لا يصح على قائد مسلم سطر من دمائه صفحات العز الإسلامي، يذكر المُؤرخون بأن عائلة المهلب بن أبي صفرة قد نشأت في شمال عمان في محافظة مسندم ولاية دبا، ومنهم من قال أنه وُلد في أدم ويُنتسب إليه البوسعيد، وعموماً المهلب هو أحد أبطال عمان الذين ارتحلوا في عمان.
محتويات
من هو المهلب بن أبي صفرة
كنيته أبو سعيد وهو المهلب بن أبي صفرة الأزدي وإسم أبي صفرة- (ظالم) بن سراق بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك، من ولاة الامويين حيث عينه الحجاج والياً على خراسان في العام 78هـ – 697م، المهلب يُشهد له الفتوحات الواسعة التي قام بها في بلاد ما وراء النهر، كما استولى المهلب على اقليم الصغد وغزا خوارزم مع الحملة التي شكلها لافتتاح جرجان وطبرستان، المهلب كان له الفضل في فرض سيطرة الدولة الأموية على أراضي كثيرة وراء النهر الأمر الذي زاد من إثراء الحضارة الإسلامية برز منها علماء ومفكرين مشهورين منهم: الخوارزمي والبخاري.
بداية قصة آل المهلب في الإسلام
كان أبو صفرة في الوفد العماني الذي جاء لبلاد العرب من أجل التعزية في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقال خطبة مشهورة له نيابة عن الوفد العماني وأثنى عليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه كثيراً، وشكر افضال أهل عمان، أهرهم أبو بكر الصديق بقيادة المهاجرين والأنصار لحرب الغساسنة عندما ارتدوا عن الإسلام فور وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النصر للقادة العمانيين مما زادهم بذلك أكثر شرفاً ومكانة، ومن بعدها بدأ بزوغ فجر أزد وعمان وعائلة آل المهلب.
قتال المهلب في جيش المسلمين
المهلب شارك مع والده في جيش عبد الرحمن بن سمرة على مدينة سجستان، وقد جاهد أمام الفرس في معركة القادسية الشهيرة تحت قيادة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، بزغ فجره في القتال وادارة المعارك مما جعل علي بن أبي طالب يُوليه قيادة الجيش في موقعة الجمل في العام 26هـ، ومن بعد سيطرة الأمويين استأنف معاوية بن أبي سفيان المد الإسلامي في المشرق، وولى المهلب على جيش المسلمين لغزو السند وفتح بنة والأهواز وسار المهلب حتى كابر وفتحها بعد المعارك مع الأتراك واستولى على مكران، وفتح خجندة، استعاد منطقة الختل، المهلب فتح الكثير من الأقاليم والمدن وراء النهر، وكان منها: غزا والصغد وخوارزم وجرجان وطبرستان، كما شارك المهلب في فتح البصرة وشارك مع عبد الله بن الزبير في القتال، برع في ادارة الجيش الذي قاتل الخوارج، وقد تمكن من هزيمة الخوارج وتفريق جمعهم وقضى على قوتهم بعد الحروب معهم التي استمرت أكثر من سنتين، وانته بمقتل عبيد الله بن الماحوز قائد الخوارج والكثير من جنده.
ملامح شخصية المهلب بن أبي صفرة
هناك العديد من الصفات التي تميز واتصف بها المهلب والتي أبرزها ما يلي:
- القدرة الفائقة على القتال والشجاعة وادارة المعارك.
- الكرم، كان مثالاً للكرم.
- الحلم، وكان من أحلم الناس.
- كان حكيماً في اختيار آرائه وبليغاً في تفكيره وله العديد من الكلمات التي سطرت في التاريخ تدل على مليحته في الكلام.
قيل في المهلب بن أبي صفرة
مجموعة من الكلمات الحكيمة التي كانت تجري على لسانه،ومن الكلام الذي قيل في المهلب:
- “عجبت لمن يشترى العبيد بماله، ولا يشترى الأحرار بأفضاله”.
- قال: الحياة خير من الموت، والثناء خير من الحياة، ولو أعطيت ما لم يعطه أحد لأحببت أن تكون لى أذن أسمع بها ما يقال فى غدا إذا مت.
- قال عبد الله بن الزبير عن المهلب: “هذا سيد أهل العراق”.
- قال عنه قطري بن الفجاءة: المهلب من عرفتموه: إن أخذتم بطرف ثوب أخذ بطرفه الآخر: يمده إذا أرسلتموه ويرسله إذا مددتموه ولا يبدؤكم إلا أن تبدؤوه لا أن يرى فرصة فينتهزها فهو الليث المبر والثعلب الرواغ والبلاء المقيم.
- قال عنه أبو إسحاق السبيعي: “لم أرى أميرا أيمن نقيبة ولا أشجع لقاء ولا أبعد مما يكره ولا أقرب مما يحب من المهلب(8).
- أنشد فيه المغيرة بن حبناء:
أمسى العباد لعمرى لاغياث لهم *** إلا المهلب بعد الله والمطر
هذا يجود ويحمى عن ديارهم *** وذا يعيش به الأنعام والشجر
وفاة المهلب بن أبي صفرة
ولى الحجاج المهلب بن أبي صفرة على خراسان بعد عزل أمية بن عبدالله ومات المهلب في سنة 82هـ، وقد أمضى في ولايته على خراسان 77 عاماً.