وضع الشيء في غير موضعه هو، تعددت الأديان السماوية التي أنزلها الله عز وجل إلى الناس في هذه الأرض، وكل الأديان السماوية المنزلة اتسمت بالعدالة والمساواة بين الناس جميعاً، فلم يفضل الله سبحانه وتعالى في أي دين سماوي سابق ولا حتى في الدين الإسلامي بين عربي أو أعجمي، وبين أسود او أبيض، وبين فقير أو غني، فالله عز وجل هو المعبود ولا معبود سواهن وكلنا عبيد لله عز وجل متساوية في الحقوق وفي الواجبات، ولا يجيز الله سبحانه وتعالى التمييز والظلم بكافة أشكاله، فالظلم ظلمات على صاحبه يوم القيامة، وإن دعت نفس المرء إلى الظلم، فعليه أن لا يغفل بأن الله سبحانه وتعالى سيؤخره إلى يوم تشخص فيه الأبصار، وحينها سيأخذ كل مظلوم حقه من الظالم، حيث أن يوم القيامة هو يوم العدالة والمساواة ويوم لا يظلم فيه أحد واليوم الذي ترد فيه الحقوق إلى أصحابها رغماً عن أنف كل ظالم ومعتدي، فالملك والحكم يومها هو الله العادل الكريم، وضع الشيء في غير موضعه هو.
محتويات
وضع الشيء في غير موضعه
جاء في الحديث الشريف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)، في هذا الحديث توضيح تفصيلي من نبي الرحمة عليه السلام بأن الإنسان يكون مسؤول بشكل أو بآخر عن غيره، فكل شخص يتحمل مسؤولية أشخاص آخرين في حياته، لذلك على كل شخص أن يؤدي دوره كمسؤول بإنصاف، وأن يتجنب أي شكل من أشكال الظلم أو التمييز، لأن للظلم عواقب نفسية واجتماعية بليغة على المجتمعات، والدين الإسلامي حريص على تحقيق العدل والمساواة بين أفراد المجتمع الإسلامين ولعل من أبلغ أشكال وصور العدالة في الإسلام هو اصطفاف المصلين جنباً إلى جنب في صفوف صلاة الجماعة، فهم حينها يقفون كلهم عبيد بين يدي الله تعالى للصلاة، ولا فرق بين حاكم أو محكوم، وبين غني وفقير، ولا بين أي جنسية او أخرى، فالدين الإسلامي هو دين العدل والمساواة ويبغض كل أشكال الظلم.
- وضع الشيء في غير موضعه هو الظلم.