هل يجوز للمرأة الحج مع مجموعة نساء، لقد أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية عن إتاحة الفرصة للنساء التسجيل للحج دون محرم وذلك عن طريق التسجيل في عصبة النساء، وهذا الأمر خلق حالة من الجدال في الشارع السعودي حول فتوى ذلك، وتباينت ردود الأفعال ما بين مؤيد لذلك وما بين معارض لأن من شروط الحج وجود محرم للمرأة، وبين هذا وذاك يكون الحكم للشريعة الإسلامية، وفي هذا المقال نقدم لكم رأي الفقهاء في حج المرأة المسلمة بدون محرم وذلك بالإجابة على سؤال هل يجوز للمرأة الحج مع مجموعة نساء.
محتويات
حكم من حجت بدون محرم
يجوز للمرأة الحج مع مجموعة نساء، كما يجوز لها السفر بدون محرم إن تحقق شرط الاطمئنان عليها خلال السفر والإقامة والعودة، وضمان عدم تعرضها لأي مضايقات أو أذي في شخصها أو فتنة في جينها، وذلك لما ورد عن النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- عن عَدِيِّ بن حاتم -رضي الله عنه- أن النبي قال له: «فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَياةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ -أي المسافرة- تَرتَحِلُ مِنَ الحِيرةِ حَتَّى تَطُوفَ بالْكَعْبَةِ لَا تَخافُ أَحَدًا إِلَّا اللهَ»، وفي رواية الإمام أحمد: «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى تَخْرُجَ الظَّعِينَةُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ فِي غَيْرِ جِوَارِ أَحَدٍ» رواه البخاري.
ومن الحديث السابق اجتهد جماعة من العلماء بأنه يجوز سفر المرأة وحدها إن كانت في أمان، وقد خصص العلماء غير ذلك من الأحاديث التي تُحرّم سفر المرأة لوحدها بدون محرم، بأن ذلك يكون بسبب انعدام الأمن التي تعتبر من لوازم سفر المرأة وحدها، كما يجوز للمرأة السفر لأداء فريضة الحج دون محرم إن كانت بصحبة نساء ثقات مأمونات وذلك وفق جمهور الفقهاء، وقد استدل الفقهاء على ذلك من حادثة خروج نساء النبي أمهات المؤمنين -رضي الله عنه- في أعقاب وفاة النبي محمد للحج وقد كانت ذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حيث بعث معهم عثمان بن عفان للمحافظة عليهن.
لقد أجاز فقهاء المذاهب الدينية سفر المرأة منفردة من خلال استخدام وسائل السفر الآمنة وطرق النقل المأهولة بالسكان، وذات المنافذ العامرة من وسائل مواصلات عامة ومطارات وموانئ، ولا حرج في ذلك حسب الشريعة سواء كان هذا السفر واجب أو مباح أو مندوب، مع الإشارة إلى أن الأحاديث التي تنهي المرأة عن السفر بدون محرم خاصة بحالة انعدام الأمن، وإذا توفر الأمن والأمان والطمأنينة للمرأة في السفر لم يشملها هذا النهي.
شاهد أيضا: هل يجوز للمرأة الحج بدون محرم
دليل اشتراط المحرم في حج المرأة
لقد تداول البعض دليل اشتراط المحرم في حج المرأة المتمثل في قول النبي ﷺ: “لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم” والله يقول: “مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ” [النساء:80] مستدلين بذلك على ضرورة وجود محرم في حال سفر المرأة، والصحيح أنه يجوز للمرأة السفر بدون محرم إذا تحقق الأمان عليها.
وقد قال الإمام أبو الحسن بن بطال في “شرح البخاري” حسب ما نقل عنه: [قال مالكٌ والأوزاعي والشافعي: تخرج المرأة في حجة الفريضة مع جماعة النساء في رفقة مأمونة وإن لم يكن معها محرم، وجمهورُ العلماء على جواز ذلك، وكان ابن عمر يحج معه نسوة من جيرانه، وهو قول عطاء وسعيد بن جبير وابن سيرين والحسن البصري، وقال الحسن: المسلم مَحْرَمٌ، ولعل بعضَ مَن ليس بمَحْرَمٍ أوثقُ مِن المَحْرَم].
إن المرأة الآمنة برفقة نساء ثقات أي رفقة مأمونة ذات عدد يأمن الغلبة أو عدد أو جيش لا خلاف بسفرها بدون محرم في كافة الأسفار الواجبة عليها كالحج والعمرة والمندوب والمباح وغير ذلك، حيث أصبح السفر آمناً مع وفرة وسائل النقل الجوي ووفرة الجيوش والقوى الأمنية التي تضبط الحدود وتفرض الأمن والنظام في البلدان.
وقد جاء على لسان العلامة الحطَّاب المالكي في كتاب “مواهب الجليل شرح مختصر خليل”أنه قال: (قَيَّد ذلك الباجي بالعدد القليل، ونصه: “هذا عندي في الانفراد والعدد اليسير، فأما في القوافل العظيمة فهي عندي كالبلاد، يصح فيها سفرها دون نساء وذوي محارم” انتهى، ونقله عنه في الإكمال وقَبِلَه ولم يذكر خلافه، وذكره الزناتي في شرح الرسالة على أنه المذهب، فيقيد به كلام المصنف وغيره.)
شاهد أيضا: ما هو جزاء الحج المبرور
هل يجوز للمرأة الحج مع مجموعة نساء، إن الحكم الفقهي الذي أجمع عليه علماء الفقه الإسلامي جواز سفر المرأة أو حج المرأة مع جماعة من الناس تعرف بالرفقة الآمنة أو العصبة الآمنة أو عصبة النساء لتحقق شرط الأمن خلال تأدية مناسك الحج.
قد يهمك ايضًا