خطبة عن يوم عرفة قصيرة جداً، فهذا اليوم من الأيام الفضيلة التي انبثق في أيام المسلمين لتأتي لهم بالخير والفضل الذي لا حد له والذي لا تستوعبه السماء مهما اتسعت، فالخير الذي يحل في هذا اليوم المبارك لا مثيل له، حيث يعمر قلوب المسلمين بالإيمان ويوقظ ورعهم الديني اتجاه الفضائل التي يمتلكها هذا اليوم الذي أقسم الله به في آياته الكريمة والتي دلت بشكل واضخ على الخير الذي يتدفق من هذا اليوم، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الخير حين قال بأن يوم عرفة يوم كفيل بتكفير الذنوب والزلات والخطايا، حيث يغفر الله ذنوب المسلمين الصائمين لهذا اليوم والمتضرعين لله بكل عمل صالح وتكون مغفرة الذنوب من خلال مغفرة ذنوب عام سابق وعام لاحق والمسلمين في حاجة ماسة لمثل هذه الفضائل، ولهذا نأتي بخطبة عن يوم عرفة قصيرة جداً.
محتويات
خطبة عن فضل عرفة والعيد
لا يمكن القول في أيام مباركة مثل هذه الأيام سوى الحمدلله الذي منَّ على المسلمين بأن منحهم مواسماً للخير والفضل، مواسم تحفل بتدفق كبير للحسنات والثواب والفضائل، مواسم كلها خير وبركة ورحمة الهية تسقي ارواحهم وتمنحهم شعوراً لا مثيل له، ولا ينفك هذا الحديث عن الحديث عن فضل الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة فهي أيها المسلمون من أفضل مواسم الخير التي يهبها الله للمسلمين، حيث يمنحهم اياها لتكون نعمة على حياتهم يحمدون الله عليها طيلة الوقت، وهي ايام محفوفة بالبركات والرحمة والفضل الذي مهما حاول المسلمون الإلمام بهذه الفضائل لن يستطيعوا أن يُلموا بها ولكنهم يستطيعون بكل جدارة أن ينهلوا منها قدراً كبيراً لهم، وهذا الامر يتم أيها المسلمون بالاغتنام المثالي لهذه الأيام المباركة.
يجزل الله في يوم عرفة من العطايا والهبات والبركة أكثرها وافضلها، وهذه الفضائل التي تحل على المسلمين وتُغير من حياتهم بحلول يوم عرفة تأتي تبعاً لكون هذا اليوم من الأيام المعدودات التي ينال توفيق الله من يغتنمها بالطاعات والعمل الصالح ومغبون من يتهاون بها ولا يغتنمها كما يجب اغتنامها، ومن هذا المنحى عليكم أيها المسلمون أن تدركوا أن النبي صلى الله عليه وسلم حث المسلمين جميعاً على اغتنام هذه الأيام وهذا لأن العمل الصالح فيها يكون أحب إلى الله من العمل في غيرها، ولهذا عليكم أيها المسلمون أن تكونوا مواظبين على الخير والعمل الصالح في هذه الأيام المباركة، كما يجب عليكم زيادة الإحسان فيها كما لا يجب التهاون في فضلها وبركتها وبالتحديد يوم عرفة.
شاهد أيضا: ما افضل وقت للدعاء في يوم عرفة
خطبة عن يوم عرفة صيد الفوائد
الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الوفاق، وسقى أسرار أحبائه شرابًا لذيذ المذاق، وألزم قلوب الخائفين الوجَل والإشفاق، فلا يعلم الإنسان في أي الدواوين كتب ولا في أيِّ الفريقين يساق، فإن سامح فبفضله، وإن عاقب فبعدلِه، ولا اعتراض على الملك الخلاق، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، إلهٌ عزَّ مَن اعتز به فلا يضام، وذلَّ مَن تكبر عن أمره ولقي الآثام، أما بعد:
أيها المسلمون، منحكم الله الخير والفضل والبركة في أيامكم لتكونوا مواظبين على اغتنامها، وحين أكرمكم بالايام الفضيلة سواء التي تتخلل شهر رمضان أو غيره من الشهور كان هذا الأمر من فضله وكريم فضله ونعمه التي لا تعد ولا تحصى، ومن الأيام التي منحكم الله إياها وكان مُحسناً لكم في منحها لكونها بركة بحد ذاتها يوم عرفة، وهو اليوم العظيم الذي اكمل الله فيه الدين واتم فيه النعم حيث قال تعالى: “أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا”، وعليكم أيها المسلمون أن تعلموا أن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم، حيث لا حج لمن لا يقف بعرفة وهي ركن اساسي من اركان الحج لا يكون الحج تاماً أو كاملاً دون الوقوف بعرفة.
وعليكم أيها المسلمون أن تعلموا علم اليقين أن هذا اليوم يومٌ حافل بالكثير من الخير، فقد فاضله الله بالخير وحسن الجزاء، وصيام هذا اليوم يغفر للمسلمين زلاتهم ويكفر عن سيئاتهم ويعتق رقابهم من النار، وجميع هذه الفضائل تؤكد على الرحمة الإلهية التي تدفقت في يوم عرفة والفضل الكبير الذي من الله به على عباده المسلمين الصالحين الذين لا يتوانون أبداً في فعل الخير واغتنام الأيام الفضيلة العامرة بالفضائل، وفي هذا السياق لابد لنا لان نذكر قول السيدة عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: “مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟”، وهذا الحديث كفيل بأن يجعل المسلمين ورعين بفضل هذا اليوم وخيره وبركته العامرة.
أيها المسلمون إن الله حين منحكم يوم عرفة منحكم إياه ليكون فرصتكم التي تمحو خطاياكم وذنوبكم وكل زلات اعمالكم حيث يستحب الصيام في هذا اليوم لغير الحاج، ويقوم الله تعالى بتكفير ذنوب عام سابق وعام لاحق تبعاً لصيام هذا اليوم الفضيل، كما أن التكبير في هذا اليوم المبارك له فضل كبير وفي سياق الحديث عن التكبير لابد للتنويه على أن التكبير نوعين، فمنه التكبير المطلق والمقيد أما المطلق فهو الذي ينطلق من بداية الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، وأما المقيد فهو الذي ينطلق من يوم عرفة، وصفة هذا التكبير “اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَاْ إِلَهَ إَلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ”، أما اليوم التالي ليوم عرفة فهو يوم خالص الفضائل والبركة فهو يوم النحر الذي وهبه الله ليكون فداء للنبي اسماعيل بعدما أمر النبي ابراهيم بذبحه ليفديه بكبش عظيم جزاء صبره وتلبية أمر الله، وهذا اليوم هو يوم الحج الأكبر الذي يجمع أهم أركان الحج فيه.
أيها المسلمون إن يوم العيد يومٌ حافل بالخير، ففيه يذبح المسلمون الأضحية تقرباً لله، واتباعاً لسنة الخليلين محمد وإبراهيم عليهما السلام، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يذبح الاضحية في كل عام تقرباً لله وهذه الشعيرة من ضمن أعظم الشعائر التي يقوم بها المسلمون كما انها سنة قويمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولابد لكم أيها المسلمون ان تعلموا أن للأضحية شروط واحكام لابد من توافرها وهذه الشروط تتلخص في بلوغ الأضحية السن المعتبرة شرعاً، وسلامتها من العيوب، والحديث عن بلوغها السن المعتبرة شرعاً يتضمن أن يكون الإبل عمرها خمسة أعوام وتكون البقر عمرها سنتان وتكون المعز عمرها سنة كاملة وتكون الضأن قد اتمت الست شهور، ويجب عليكم أيها المسلمون ذبح الأضحية في موعدها المحدد والذي يبدأ بعد صلاة العيد، كما عليكم الاهتمام ببعض الأمور عند الذبح والتي تتمحور حول التسمية وتوزيع الأضحية أثلاثاً ولهذا لا تحرموا أنفسكم الخير والفضل الذي يحل عليكم في هذه الأيام المباركة من يوم عرفة ويوم العيد والعشر الأوائل من شهر ذي الحجة.
شاهد أيضا: ماذا يفعل الشيطان يوم عرفة
خطبة عن يوم عرفة قصيرة جداً، لكونها تحمل الكثير من المواعظ والخير والفضل الكبير الذي يساهم في توعية المسلمين بالخيرية التي تتدفق من هذا اليوم، فيوم عرفة مهما تحدث عنه الإنسان لن يستطيع استيفاء كل الفضائل الخاصة به ولهذا يأتي دور الخطبة في توعية المسلمين بهذه الفضائل ليكونوا اكثر حرصاً على اغتنام هذا اليوم اغتناماً مثمراً.
قد يهمك ايضًا