خطبة عن احكام الاضحية مكتوبة، يحتاج المسلمون بشكل كبير للكثير من التوعية في الأمور المتعلقة بالأضحية وهذا لأن الكثير من المسلمين يتهاونون في كثير من هذه الأمور ليس عن طريق تعمدهم هذا الأمر ولكن لكونهم لا يدركون ما عليهم فعله، ولهذا يذهب اجر الأضحية التي ذبحوها من أجل التقرب من الله، ولهذا يأتي دور الخطبة الفعال جداً في بث الوعي الكافي في نفوس المسلمين ليكونوا أكثر ورعاً وادراكاً للأحكام المتعلقة بالأضحية والشروط التي لابد من توافرها فيها والفضائل التي تُصب في صدر المسلمين تبعاً لامتثالهم الكامل بكل ما امر الله به فيما يتعلق بالأضحية واجتنابهم ما نهى الله عنه ومضيهم في طريق الخير القويم، ولهذا نرفق خطبة عن احكام الاضحية مكتوبة.
محتويات
خطبة عن أحكام الأضحية ملتقى الخطباء
الحمدلله الذي أكرمنا بالإسلام ديناً وهدانا له ليكون طريقنا المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، الحمدلله الذي منحنا من الخير أكثره، وخصص لنا أياماً تتكلل بالرحمة الإلهية والبركة والعفو والمغفرة، الحمدلله الذي منحنا أياماً تُغفر فيها الذنوب وتتبدد فيها الشرور ويتجاوز فيها الله عن سيئاتنا وشرور اعمالنا، الحمدلله الهادي الذي لا مضل بعد هدايته والرحيم الذي ما بعد رحمته أي رحمة، اما بعد:
أيها المسلمون قال تعالى: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ”، وهذا أمر واضح من الله عز وجل للمسلمين يأمرهم فيه بالأضحية التي هي من أعظم القربى التي يتقرب من خلالها المسلمون لربهم، وهي اعظم الشعائر التي تتجلى في يوم عيد الاضحى المبارك، كما أنها نعمة من الله يُنعم بها على عباده الصالحين الذين يشاركون الحجاج ما شرع الله لهم من هدي، حيث كان الله مشرعاً للحجاج الهدي في حين شرع للمسلمين الغير حجاج الأضحية، وجاءت الحكمة من ذبح الأضحية مضياً على نهج النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يمضي على نهج ابراهيم الخليل عليه السلام، الذي أمره الله بذبح اسماعيل عليه السلام وصدق الرؤيا ولبى لله ما أمره به، ولكن الله ناداه وفدى اسماعيل بكبش عظيم، والأضحية سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث لم يتركها في أي عام، وكان مواظباً عليها لكونه اجتهد في عبادات العشر الأوائل من شهر ذي الحجة اجتهاداً كبيراً.
وعليكم أيها المسلمون أن تمضوا على نهج النبي صلى الله عليه وسلم، والمضي على نهج النبي صلى الله عليه وسلم يتضمن الامتثال للأمور التي كان يقوم بها، ففي حديث أم سلمة قالت فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم: “قال إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمسَّ من شعره وبشره شيئاً”، وهذا الحديث يعني أن الأضحية تأتي تبعاً لإرادة المسلمين بحيث انها ليست واجبة عليهم ولكنها تصبح سنة مؤكدة في حال كان مقتدرين مادياً، وتأتي الحكمة من مشروعية الاضحية تبعاً لكونها تقرباً لله، وامتثالاً لأوامره، وتربية على العبودية، وإعلان للتوحيد وذكر الله عز وجل وهذا عندما يذبح المسلم هذه الأضحية، كما أنها اطعام للفقراء والمحتاجين من خلال الصدقة عليهم منها، وفيها توسعة على النفس والعيال وشكر على نعم الله عز وجل.
وكان اهل العلم أيها المسلمون قد تباينوا في حكمها، فمنهم من قال بانها سنة مؤكدة وهذا قول الإجماع ومنهم من قال بأنها واجبة، وكل من هذين القولين كان متخذاً أدلة من القرآن والسنة النبوية على ما يقول، ومن ضمن هذه الأدلة حديث أُمِّ سَلَمَةَ -رضي الله عنها-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: “إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ”، اما وقت هذه الأضحية فيبدأ من بعد صلاة العيد وهذا يأتي تبعاً لحديث البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إن أول ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أضاب سنتنا، ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيء”، وهذا الحديث يعطي بياناً واضحاً حول وقت الذبح، ويمتد هذا الوقت إلى آخر يوم من أيام التشريق، أي يكون هذا اليوم هو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، حيث تكون أيام الذبح أربعة أيام، أما افضل الذبح فهو في يوم عيد الأضحى المبارك وهو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة.
شاهد أيضا: موعد عيد الاضحى المبارك
خطبة الجمعة عن شروط الأضحية
الحمد لله رب الأرض ورب السماء، خلق آدم وعلمه الأسماء.. وأسجد له ملائكته، وأسكنه الجنة دار البقاء… وحذره من الشيطان ألد الأعداء، ثم أنفذ فيه ما سبق به القضاء، فأهبطه إلى دار الابتلاء… وجعل الدنيا لذريته دار عمل لا دار جزاء، وتجلت رحمته بهم فتوالت الرسل والأنبياء… وما منهم أحد إلا جاء معه بفرقان وضياء، ثم ختمت الرسالات بالشريعة الغراء.. أما بعد:
أيها المسلمون… إننا في أيام مباركة كثير خيرها وكثير فضلها وكثير ثوابها، فمن اغتنم هذه الأيام كان فائزاً في هذه الدنيا ومن تهاون بها خسر الكثير، وتتوالى هذه الأيام ليأتي اليوم الأعظم وهو اليوم الذي يجتمع فيه المسلمون من كل حدب وصوب في هذه الأرض وجميع بقاعها وفجاجها لتلبية النداء الخالد الذي اذن به النبي ابراهيم عليه السلام، حيث قال تعالى: “وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ”، وكما أكرم الله المسلمين الحجاج بكثير الخير تبعاً للحج الذي هو من افضل الشعائر الدينية والفرائض التي يتمنى جميع المسلمين في شتى مناحي الأرض أداء مناسكه جعل للمسلمين الغير حجاج أيضاً منة ربانية وهبة وكرم من عنده، وكان هذا الكرم يتمثل في الأضحية.
الأضحية أيها المسلمون من أهم المناسك التي يتم تأديتها في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة وهو يوم عيد الأضحى المبارك، وكان تشريع هذه الشعيرة الإسلامية لتذكير الامة الإسلامية بهذه النعمة الجليلة الفضيلة التي نجى بها الله النبي اسماعيل، وهذه النعمة من أهم أوجه شكر الله الذي يكون خالصاً لله وحدة والذي يكون موافقاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وحتى يكون المسلمون مؤدين لهذه الشعيرة الدينية بالشكل الصحيح لابد من توافر جميع أحكامها، ومن بين أهم هذه الأحكام أن الله شرعها وكانت سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال تعالى: “فصل لربك وانحر”، والمقصود في هذه الآية اي صل صلاة عيد الاضحى المبارك وبعدها قم بالنحر، وتكون هذه الأضحية من المال وليس من جهد البدن وهذا هو الحكم الثاني المتعلق بها، وهذا يعني أن المسلم حين ينوي الأضحية يجب عليه أن يتخير مال هذه الأضحية من ماله وكسبه ولا يصح أن يكون من ضمن مال هذه الأضحية أي ربا أو أمر حرمه الله تعالى، كما أن الأضحية لا تقبل إلى بشروط ويجب عليكم أيها المسلمون الولوج لها والتي تتمحور في بلوغها السن المحدد شرعاً وسلامتها من كل العيوب وذبحها في الوقت المحدد لذلك.
شاهد أيضا: متى تبدا اجازة عيد الاضحى
خطبة عن احكام الاضحية مكتوبة لكونها تهدف بشكل كبير لزرع الكثير من القيم في نفوس المسلمين وهذه القيم تقوي إيمانهم ويجعلهم أكثر تضرعاً لله وقرباً منه، وهذا الأمر بحد ذاته يدفع المسلمين للاهتمام بكل الآداب والاحكام والشروط المتعلقة بالعبادات المفروضة عليهم أو التي انتهجوا القيام بها تبعاً لكونها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ضمن هذه الأحكام أحكام الاضحية التي يُوليها الخطباء أهمية كبيرة تبعاً لعدم وعي الكثير من المسلمين بكل الامور الشارعة بها.
قد يهمك ايضًا