حكم التهنئة بالكريسماس، تعتبر مناسبة الكريسماس مناسبة تخص الديانة المسيحية، ومن المعروف في الدين الإسلامي أن هناك عيدين فقط يتم التهنئة بهما، وصلة الرحم والزيارات المختلفة، هما عيد الأضحى وعيد الفطر، أما بالنسبة لغيرها من المناسبات الأخرى فإن لها أحكام في الإسلام، كما أنه من المهم التعرف على أن العلماء والفقهاء لهم أقوال في التهنئة بأعياد غير المسلمين، وهنا نضع حكم التهنئة بالكريسماس، وأهم ما قاله أبرز الشيوخ والعلماء المسلمين.
محتويات
حكم التهنئة بالكريسماس
اتفق العلماء المسلمين على أن تهنئة الكفار بعيد الكريسماس وغيره من الأعياد الدينية التي تخصهم محرم، وقد نقل ابن القيم ذلك في كتابه “أحكام أهل الذمة”، وقال في كتابه:
“وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنيهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو: تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنـزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمـاً عند الله، وأشد مقتـاً من التهنئة بشرب الخمر وقتـل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه”. انتهى كلامه – رحمه الله – .
شاهد أيضا: حكم رأس السنة الجديدة واجمل الاقوال والكلام عن راس السنة الجديدة 2025
حكم تهنئة النصارى باعيادهم المذاهب الأربعة
يحرص الكثير من المسلمين على معرفة الأحكام الإسلامية المختلفة وما قاله العلماء في المذاهب الأربعة حول المسائل الفقهية المختلفة، وهنا سوف نضع أهم ما ذكره العلماء من المذاهب الأربعة حول تهنئة النصارى بأعيادهم خاصة مع بدء أعيادهم واقتراب رأس السنة 2025:
- مذهب الحنفية:
(قال أبو حفص الكبير رحمه الله: لو أن رجلا عبد الله تعالى خمسين سنة ثم جاء يوم النيروز وأهدى إلى بعض المشركين بيضة يريد تعظيم ذلك اليوم فقد كفر وحبط عمله وقال صاحب الجامع الأصغر إذا أهدى يوم النيروز إلى مسلم آخر ولم يرد به تعظيم اليوم ولكن على ما اعتاده بعض الناس لا يكفر ولكن ينبغي له أن لا يفعل ذلك في ذلك اليوم خاصة ويفعله قبله أو بعده لكي لا يكون تشبيها بأولئك القوم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: {من تشبه بقوم فهو منهم} وقال في الجامع الأصغر رجل اشترى يوم النيروز شيئا يشتريه الكفرة منه وهو لم يكن يشتريه قبل ذلك إن أراد به تعظيم ذلك اليوم كما تعظمه المشركون كفر، وإن أراد الأكل والشرب والتنعم لا يكفر).
- مذهب المالكية:
( فصل ) في ذكر بعض مواسم أهل الكتاب فهذا بعض الكلام على المواسم التي ينسبونها إلى الشرع وليست منه وبقي الكلام على المواسم التي اعتادها أكثرهم وهم يعلمون أنها مواسم مختصة بأهل الكتاب فتشبه بعض أهل الوقت بهم فيها وشاركوهم في تعظيمها يا ليت ذلك لو كان في العامة خصوصا ولكنك ترى بعض من ينتسب إلى العلم يفعل ذلك في بيته ويعينهم عليه ويعجبه منهم ويدخل السرور على من عنده في البيت من كبير وصغير بتوسعة النفقة والكسوة على زعمه بل زاد بعضهم أنهم يهادون بعض أهل الكتاب في مواسمهم ويرسلون إليهم ما يحتاجونه لمواسمهم فيستعينون بذلك على زيادة كفرهم ويرسل بعضهم الخرفان وبعضهم البطيخ الأخضر وبعضهم البلح وغير ذلك مما يكون في وقتهم وقد يجمع ذلك أكثرهم , وهذا كله مخالف للشرع الشريف.
- مذهب الشافعية:
قال الإمام الدَّمِيري رحمه الله تعالى في (فصل التعزير) :
(تتمة: يُعزّر من وافق الكفار في أعيادهم ، ومن يمسك الحية، ومن يدخل النار، ومن قال لذمي: يا حاج، ومَـنْ هَـنّـأه بِـعِـيـدٍ، ومن سمى زائر قبور الصالحين حاجاً، والساعي بالنميمة لكثرة إفسادها بين الناس، قال يحيى بن أبي كثير: يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة).
- مذهب الحنابلة:
(( و ) يكره ( التعرض لما يوجب المودة بينهما ) لعموم قوله تعالى { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } الآية .
( وإن شمته كافر أجابه ) ; لأن طلب الهداية جائز للخبر السابق .
( ويحرم تهنئتهم وتعزيتهم وعيادتهم ) ; لأنه تعظيم لهم أشبه السلام .
( وعنه تجوز العيادة ) أي: عيادة الذمي ( إن رجي إسلامه فيعرضه عليه واختاره الشيخ وغيره ) لما روى أنس { أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد يهوديا، وعرض عليه الإسلام فأسلم فخرج وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار}.
هل الاحتفال بالكريسماس شرك
أكد علماء الإسلام والمسلمين أنه لا يجوز للمسلمين أن يذهبوا للكنيسة حتى يشاركوا النصارى في أعيادهم أو يقومون بتهنئتهم بها، لأن هذا فيه مشاركة في الباطل الذي يعيشون به والباطل الذي على أساسه أقيمت هذه الأعياد.
وقد اعتبر الاحتفال معهم تشبه بهم، وقد ورد في حديث عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم” أخرجه أبو داود.
وما ثبت عن عمر بن الخطاب قوله: “لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخط ينزل عليهم”. أخرجه البيهقي بسند صحيح.
تهنئة النصارى بالكريسماس
ذكر العديد من العلماء بأنه لا يجوز أن يتم تهنئة الكفار بأعيادهم ولا يجوز زيارتهم في كنائسهم في مناسباتهم الدينية وأعيادهم، وهذا بناء على نص فتوى من كبار العلماء المعروفين، والذي يتحدث بكل وضوح عن تهنئة الكفار بأعيادهم:
“الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
لا يجوز تهنئة النصارى أو غيرهم من الكفار بأعيادهم لأنها من خصائص دينهم أو مناهجهم الباطلة، قال الإمام ابن القيم: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه… إلخ. انظر أحكام أهل الذمة 1/161 فصل في تهنئة أهل الذمة”.
حكم تهنئة النصارى بأعيادهم الإسلام سؤال وجواب
مع اقتراب الكريسماس ورأس السنة الميلادية والعديد من المناسبات التي تخص الطائفة المسيحية وللانفتاح العالمي ووجود مسلمين في الدول الغربية، بالإضافة لوجود غرب في دول المسلمين فإن هناك العديد من التساؤلات التي يتم توجيهها للعلماء ومنها حكم تهنئة النصارى بأعيادهم.
ومن الأسئلة على موقع الإسلام ويب: “السؤال: في الأيام القريبة القادمة يحتفل الكفَّار بأعيادهم التي منها: عيد الكريسمس، وعيد رأس السنة، وغيرها، وأنا في دائرةٍ حكوميةٍ، معنا بعض النَّصارى أعطوا إجازات لحضور وإقامة أعيادهم، ورأيتُ في الخطابات التي وُجِّهت لهم التَّهنئة والتَّبريك من بعض الناس، من رجلٍ مسلمٍ، كما أنَّ كروت التَّهاني تُوزَّع وتُطبع في البلاد، وتُباع في كثيرٍ من المكتبات العامَّة، فهل من نصيحةٍ حول هذا، وبيان الحكم الشرعي؟ وفَّقكم الله، وسدَّد خُطاكم.
الجواب: “هذا لا يجوز، تهنئة الكفَّار بأعيادهم مُشافهةً، أو من طريق الهاتف –التليفون- أو بأوراقٍ تُطبع، كل هذا منكر لا يجوز من المسلم، لا في بلاد الإسلام، ولا في غير بلاد الإسلام، لا يُهنِّئهم بأعيادهم، ولا يُشاركهم فيها، ولا يعمل معهم فيها ويُعينهم عليها؛ لأنَّ هذه إعانة على الباطل، فلا يشترك معهم، ولا يُعينهم، ولا يُهنّئهم بأعيادهم الباطلة”.
شاهد أيضا: حكم التهنئة بالعام الميلادي الجديد 2025 وآراء أهل العلم
وضعنا هنا حكم التهنئة بالكريسماس، وأهم المعلومات التي يمكن التعرف من خلالها على الأحكام الإسلامية التي تخص الكريسماس، والتي على المسلم أن يلتزم بها ويهتدي بها لهدي الإسلام، لأنها الطريق للفلاح والوصول لرضا الله عز وجل.